منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   أمثال الكتاب المقدس (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   مثل النَّسيجٍ الخَام (مرقس 2: 21) (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=1033498)

Mary Naeem 01 - 04 - 2024 01:55 PM

مثل النَّسيجٍ الخَام (مرقس 2: 21)
 
https://upload.chjoy.com/uploads/171197115423531.jpg




مثل النَّسيجٍ الخَام (مرقس 2: 21)




حوّل السَّيد المسيح أنظار الفِرّيسيِّين والكتبة من ممارسة الصَّوم إلى التَّغير الكامل الذي يَليق بتلاميذه أن ينعموا به، إذ قال "ما مِن أَحَدٍ يَرقَعُ ثَوبًا عَتيقًا بِقُطعَةٍ مِن نَسيجٍ خام، لِئَلاَّ تَأخُذَ القِطعَةُ الجديدَةُ على مِقْدارِها مِن الثَّوبِ وهو عَتيق، فيَصيرُ الخَرقُ أَسوَأ. (مرقس 2: 21).
ويُعلق القدّيس بطرس خريزولوغُس
" هذا النَّسيج الخام هو قماش الإنجيل الذي يحيكه الآن من صوف
حمل الله: اللِّباس الملكيّ الذي سيُصبغ بالأرجوانِ من دم الآلام.
كيف سيقبل المسيح بتوحيد هذا النَّسيج الخام مع حرفيَّة شريعة إسرائيل البالية؟"
(عظة عن القدّيس مرقس).



قصد المسيح بهذا المثل الفرق بين أصوام النَّاموس وفرائض اليهود الحرفيَّة والمَظهريَّة "ثوب عتيق"، أي ثوب قديم، وبين الأصوام الرُّوحيَّة أي "القطعة الجديد، رمز القلب الجديد، ولا يمكن الجمع بينهما حتى لا يصير "الْخُرْقُ أردأَ"، إذ أن القماش الجديد عادة ما ينكمش بعد الغسل، فيشقّ بدوره القماش القديم ويزيد من تلفه. وما هي الرُّقعة من القطعة الجديدة إلا الصَّوم بكونه جُزءً من تعاليم السَّيد المسيح، فإنها لا تخيط على ثوب عتيق، وإنَّما ليتغير الثَّوب كله بالتَّجديد الكامل بالرُّوح القدس، وعندئذ نتقبل القطعة الجديدة، أي الصَّوم بالمفهوم الجديد كجزء لا يتجزأ من العِبادة كلها.



يرفض يسوع فكرة التَّرقيع، إذ لا فائدة من ترقيع الثَّوب القديم، لانَّ الثَّوب الجديد يخرِّق الثَّوب القديم، إذ يوجد تنافر بين الجديد والقديم. وعندما نُمزِّق ثوبًا جديدًا كي نصلح ثوبًا قديمًا، نتلف لا محالة الاثنين. ولذلك لا يصحّ أن يصوم تلاميذه ويسوع معهم بنفس الأفكار القديمة الفِرِّيسيَّة، بل يريدهم التَّحول الجذري في الصَّوم في خط الإنجيل. لا يريد يسوع أن يرتبط بمقولات "معلبة" بل يحاول أن يصل إلى عمق الإنسان. وكانت تلك غلط المعلمين اليهود فيما بعد الذين وجَّه بولس الرَّسول جدله إليهم " أَمَّا الآن، وقَد عَرَفتُمُ الله، بل عَرَفَكمُ الله، فكَيفَ تَعودونَ مَرَّةً أُخْرى إلى تِلكَ الأَرْكانِ الضَّعيفةِ الحَقيرة وتُريدونَ أَن تَعودوا عَبيدًا لَها مَرَّةً أُخْرى؟" (غلاطية 4: 9-10).


الساعة الآن 07:25 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024