اهمية الصوم والصلاة وضرورتها عند البدء في كل عمل مهم، هو زمن تقشف لإسكات هتافات الجسد وضجيجه، فنتمكن من أن نسمع هتافات الروح ونتعمّق في كلمة الرب والعمل بمشيئته. وإلا يكون صومنا مجرد إمتناع عن الطعام من دون إهتداء داخلي. الصوم هو إرتداد القلب في العمق، وتجديد الحياة، والاستعداد لفتح أبواب النفس لنستقبل نعمة الله فموضوع الصوم في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد مرتبط بالتوبة. فالشعب القديم كان يتوب ويصلي ويصوم طلباً لرحمة الله. فهذه الثلاثة مرتبطة
ارتباطاً كاملاً ببعضها. فالصوم هو جزء من حياة التوبة لذلك شددت الكنيسة منذ القديم في زمن الصوم الكبير على فكرة توبة الشعب، ومراجعة النفس للوصول إلى الفصح والقيامة مع المسيح. الصيام إذاً ليس طقوساً نتبعها، بتغيير عادات الطعام والشراب فقط بل هو صيام النفس قبل الجسد ومن ثم يتبعها حرمان الجسد
من بعض الأطعمة، أو البقاء دون طعام. وذلك بصرف وقتاً للصلاة وعمل رحمة مميز، فالصوم يعلمنا ضبط النفس عن الماديات الزائلة ويجعلنا ننظر بعين الرضى إلى عطايا الله وأن نتذكّر أخينا الفقير.