عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 11 - 2019, 10:57 AM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 353,110

أعثرت بعض الأشخاص وسقطوا في الخطية بسببي ثم تبت انا فهل تغفر لي توبتي


أعثرت بعض الأشخاص ، وسقطوا في الخطية بسببي ، ثم تبت انا
، اما هم فما يزالون يسقطون . مازالت أري ثمار عثرتي في حياة الناس
، فهل تغفر لي توبتي ؟


إنه سؤال صعب ومؤثر . إنسان تاب ، ولكن الذين أخطأوا بسببه لم يتوبوا ،
فهل ما يزال يتحمل مسئولية خطيتهم ؟
هذا السؤال يظهر لنا مقدار طول الخطية وعمقها ومداها الزمني و الشخصي .
إنسان ترك الخطية . ولكن خطيئته ما تزال تعمل في غيره ،
ويراها امامه في كل حين ، ويتألم بسببها ، ويشعر بمدي مسئوليته عنها
، فهو السبب ، فماذا يفعل ؟
من الجائز ان يبذل كل جهده لكي تتوب هؤلاء الذين اعثرهم . ولكن ماذا أن لم يتوبوا ؟
أنه قد يقدر علي نفسه ، ولكن ماذا يفعل بغيره ؟
لا شك ان مثل هذا الإنسان سيعيش حزيناً ومتالماً لمدة طويلة
. لا تفرحه توبته بقدر ما تؤلمه نتائج خطيئته في غيره وبخاصه لو هلك هذا الغير …
من الجائز ان توقف امامه عبارة " نفس تؤخذ عوضا عن نفس " ،
فيصرخ إلي الله قائلاً " نجني من الدماء يا الله خلاصي "…
قد يحاول أن يعمل ما يستطيعه من أجل خلاصهم . ولكن ربما لا يستطيع ،
ربما رجوعه إلي الاتصال بهم ، بسبب خطورة عليه ، ومن الصالح له أن يبعد لئلا يهلك هو أيضاً .
وربما يكون هؤلاء الذين أعثرهم ، قد أعثروا هم أيضاً كثيرين ،
واتسعت الدائرة ، وأصبحت هناك عثرة غير مباشرة إلي جوار العثرة المباشرة
… أليس حقاً إننا لا نستطيع ان نحصر مدي خطايانا ومقدار امتدادها
…أول نصيحه يمكن ان اتوجه بها إلي صاحب السؤال ، هي أن
ينسحق ويتذلل أمام الله مصلياً لأجل هذه النفوس ،
لكيما يرسل الله لها معونة لخلاصها .
فليخصص لأجلهم أصواماً وقداسات ومطانيات ،
وليبك من أجلهم بدموع غزيرة وليتذكر من أجلهم ولو بطريق غير مباشر ،
ويوصي بهم مرشدين وآباء اعتراف .
أما هو - فمادام قد تاب - سوف لا يهلك بسببهم . ومثالنا في ذلك القديسة مريم القبطية …
في حياتها الأولي قيل التوبة ، اعثرت آلافاً وأسقطتهم وربما يكونون قد هلكوا بسببها .
اما هي فبتوبتها الصادقة صارت قديسة عظيمة ،وغفرت لها خطاياها الماضية …
لاننسي أيضاً أن الذين وقعوا في العثرة ، اشتركت إرادتهم الخاطئة في هذا السقوط ،
فليست كل مسؤليتهم علي الذين اعثرهم .
يكفي أنهم استجابوا للعثرة ، وقبولها … ولكنه مع ذلك قد يقول لنفسه :
حقاً إنهم ضعفاء وسقطوا ، ولكنني أنا قدمت مادة لضعفهم ،
ولم ارحم ضعفهم ، وكان واجبي هو ان احميهم وأشددهم لا أن اتسبب في سقوطهم .
ربما لولاي ما سقطوا …
أنه مثل سائق عربة صدم إنساناً ، وبسبب له عاهة مستديمة
، ثم تاب وغفر الله له . ولكنه يري ضحيته في عاهته يحزن …
عن هذا الحزن يساعد ولا شك علي قبول توبته …
رد مع اقتباس