عرض مشاركة واحدة
قديم 15 - 08 - 2022, 12:27 PM   رقم المشاركة : ( 23 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,223,005

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب العجب الذي هو شاول - بولس - أ. إيريس حبيب المصري

كتاب العجب الذي هو شاول - بولس - أ. إيريس حبيب المصري

حماية كلوديوس ليسياس له:

+ وفي اليوم السابع ظفر به اليهود، فتدنيس الهيكل جريمة لا تغتفر إلى حد أن الرومان أنفسهم وقفوا على حذر من هذا الموضوع. وفي لحظة انتشر الخبر بين الجمهور العنيف. وفي لحظة قبضوا على بولس وضربوه ورموا به من على سلالم الباب الجميل. وفي الحال أُغلقت الأبواب فالقتل ليس جريمة طالما تمّ خارج الهيكل!

+ ولكن وقته لم يكن قد حضر بعد، فالضباط الرومانيون متدربون تمامًا على التصرف في مثل هذه الاضطرابات. وقبل أن يستودع الرسول الباسل روحه بين يديّ الآب، رنّ في أذنيه الأمر الروماني القاطع. وتراكض الرجال المسلّحون، ورفعوه من على الأرض، ودفعوا بالمتجمهرين بعيدًا. وعلى الرغم من سرعتهم فقد انتزعوه من بين أيديهم انتزاعًا! ولولا ذلك الصف اللامع من الصلب المتراصّ فوق السلالم لتبعه خصومه إلى المعسكر.
+ وخلف هذا الصف اللامع وقف رئيسهم كلوديوس ليسياس، وتفرس في أسيره، كان مضروبًا بنزف الدم من جراحه، ومع ذلك كان هادئًا غير متزعزع! لقد قارب بولس الموت مرارًا فلم يعد يأبه له. وفي هدوئه ورسوخه سأل القائد: "هل من الممكن أن أتحدث معك؟" - "ماذا؟ أتعرف اليونانية! لقد ظننتك المصري (اليهودي)(1) الذي أشعل الشغب السنة الماضية فطاردناه وأبعدناه عن هذه المدينة" - "كلا، فأنا يهودي من طرسوس، وأطلب إليك أن تأذن لي بمخاطبة الشعب".
+ يا للعجب! لقد كانوا منذ لحظات يضربونه ويرفضونه مستهدفين قتله، ولكنهم إخوته الذين يستهدف هو خلاصهم! وواضح أن كلوديوس ليسياس انذهل: فالرجل الشجاع سريع أن يتبيّن الرجل الشجاع، وهو في الوقت عينه مشتاق لأن يعرف ما ينتج عن حديثه. وهكذا أذن له.
+ "أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ وَالآبَاءُ، اسْمَعُوا احْتِجَاجِي الآنَ لَدَيْكُمْ" (سفر أعمال الرسل 22: 1) فلما سمعوا أنه ينادي باللغة العبرية أعطوا سكوتًا أحرى، فحدثهم كيف أنه كان مضطهدًا للمسيحيين، ولكن السيد المسيح ظهر له، فأدرك أنه هو المسيا المنتظر وحين بدأ كرازته بدأ بتعليم بني جنسه الذين لما رفضوا الاستماع إليه قال له الرب: "اذهب فإني سأرسلك إلى الأمم بعيدًا".
+ وفي لحظة عاد الهرج والصخب، ماذا؟ أيقف الأممي على مستوى اليهودي! واحتدم غيظهم فنادوا مطالبين بإنهاء حياته. وامتلأ كلوديوس ليسياس ضيقًا، ولكنه أحسّ بارتياح في أنه حفظ صف الصلب اللامع في مكانه.