3 دقات و يجيب بونا أنطون قصة ثقة في زمن الخوف.
الأب أنطونيوس طربيه أو "بونا أنطون" كما يحلو للمؤمنين أن ينادونه، قصة إيمان و حب و ألم و رسالة فرح نحملها
زاداً في هذه الأيام الصعبة التي كبلّتنا ووضعتنا في حالة خوف مستمر من الحاضر و الغد و المستقبل.
لكن و على الرغم من مشروعية الخوف الذي يلتهم المواطن اللبناني، لا بد من النظر إلى الأعلى قليلاً حيث تتربع جبال لبنان، التي إن حكت ستروي ألاف القصص عن الثقة بالله
و الأصرار على المواجهة رغم العواصف،
و عن الرغبة بالبقاء و إعلان الفرح.
و في قلب الجبال، وادٍ رسم أسمى معالم الإيمان مقدماً للوطن بخوراً و شهداءً و بطاركة و رهبان و مؤمنين
و صلوات، معلناً مسيرة من الصمود لا بداية و لا نهاية لها.
فعلى كتف "وادي قنوبين" يستذكر الناس زياراتهم المتتالية للناسك الرسول لـ "بونا أنطون" الذي عاش النسك بحبّ
و الألم بفرح.
بين العامين 1949 و 1981، سنوات طويلة عاشها الراهب القديس في دير "مار اليشاع"
في قنوبين و فيها نال نعمة الألم و النبوءة،
التي تبنّي و لا تدمر بالإضافة إلى نعمة إجتراح العجائب،
و هو على قيد الحياة.
نستذكر اليوم وصية أوصانا بها بونا أنطون طربيه،
ليكون شفيعاً لنا في كل ما نطلبه من الله.
" إذا مش قادر تزورني دق على صدرك و أطلب منّي."
يا بونا أنطون، يا رفيق الصلاة و الصوم و الألم،
يا حبيب الربّ و العدرا، بأوجاعك قضيت سنين تشفي الناس الموجوعين، و كل ما القلب يدقلك باركنا من قنوبين
و تشفع لنا، و ما تسمح للأمراض تسرق الناس اللّي منحبن،
لا تخلي يا بونا أنطون الشر المخفي يسرق لبنان، شباب لبنان، يا بونا يأسانة و خايفة من بُكرا،
إنت يا بونا قادر تشفي جروحاتنا بقوة الربّ و العدرا.