الموضوع: مثل العذارى
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 04 - 2014, 12:38 PM
الصورة الرمزية emy gogo
 
emy gogo Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  emy gogo غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122121
تـاريخ التسجيـل : Feb 2014
العــــــــمـــــــــر : 38
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 8,823

العذارى

في مثل العذارى الحكيمات والجاهلات (مت ٢٥) عندما فرغ الزيت من العذارى الجاهلات، قيل لهن: (أذهبن وابتعن من السوق) رد عندما عدن وجدن منزل العرس قد أغلق بابه، ولم يتمكن من الدخول.

الكثيرون يعتقدون أن نقصان الزيت عند العذارى الجاهلات كنايه عن نقصان أعمال الفضيلة المعمولة طوال الحياة. هذا التفسير ليس صحيحا تماما، أي نقصان الأعمال لأعمال الفضيلة إذ كن قد احتفظن ببتوليتهن. حتى وإن كن جاهلات؟!!!. البتولية في حد ذاتها فضيلة عظمى، إنها حالة ملائكيه.

وأنا أظن أن الذي كان ينقصهن هو بالتحديد نعمة روح الله القدوس. لأن الشيء الأساسي ليس هو عمل الفضيلة بل اقتناء الروح القدس، الكنز الأبدي، الذي لا يفنى، ولا يضمحل الذي لا يساويه شيء على الإطلاق. ظنت أولئك العذارى الجاهلات روحيا، أن الحياة المسيحية تقتصر على هذه الممارسات، وفكرن في أنفسهن قائلات: لقد سلكنا بالفضيلة، وعملنا أعمالا تقية، ولم يخطر على بالهن هل اقتنين نعمة الروح القدس أم لا؟!.

وقبل هذه الحياة المعتمدة على ممارسة الفضائل المعنوية، دون أن تمتحن هذه الفضائل بدقه وحرص لنعرف ما تؤدى إليه من نعمة روح الله، تنتهي بنا كما يقول الآباء... "توجد طريق تظهر للإنسان جيدة في البداية، ولكن نهايتها تكون في قاع الجحيم"

إنها إذا نعمة الروح القدس المكنى عنها بالزيت، والتي كانت تنقص العذارى الجاهلات. إنهن دعين "جاهلات" فقط لأنهن لم يدركن حقيقة الثمر الواجبة لأعمال الفضيلة التي هي نعمة الروح القدس، والتي بدونها لا يخلص أحد "كل نفس تحيا بالروح القد ، وتتمجد بالنقاوة، تستنر سريا باتحادها بالثالوث القدوس. الروح القد بنفسه يأتي ويسكن فينا، أي في أرواحنا، وهذا الحلول فينا للكلى القدرة، أي الوجود داخلنا "لوحدة الثالوث" وكينونتها مع أرواحنا، لا تعطى لنا إلا بشرط العمل بكل اجتهاد. وبكل وسيلة تتاح لنا لاقتناء هذا الروح القدس، الذي يهيأ فينا موضعا لائقا بهذا الالتقاء حسب قول الحق الذي للرب: "إني سأسكن فيهم ... وأكون لهم إلها وهم يكونون لي شعبا" ( ٢كو ٦ : ١٦).

هذا هو الزيت الذي ملأ مصباح العذارى الحكيمات، الزيت الذي استمر مشتعلا، ومنيرا، والذي وجه أهل العذارى الحكيمات لمقابلة العريس، عندما أتى في نصف الليل، بل وأدخلهن معه إلى حجرة العرس التي هي الفرح الأبدي. أما العذارى الجاهلات، فلما رأين مصابيحهن تنطفئ، ذهبن إلى السوق، ولم يسعفهن الوقت للعودة قبل غلق الباب. السوق هو حياتنا، والباب الذي يغلق فيمنح وصولنا إلى العريس هو الموت البشري، أما العذارى الحكيمات والجاهلات فهي النفوس المسيحية.

الزيت لا يعني أبدا أعمالنا الصالحة، بل نعمة الروح الكلى القداسة وبواسطتها يملأ الروح القدس كياننا محولا إيانا إلى أن يلبس المائت عدم موت، والفاسد عدم فساد. الموت الجسدي يتحول إلى حياة أبديه، والموت النفسي إلى حياة روحية، والظلمة تتحول إلى نور، والحظائر المربوطة فيها غرائزنا مثل الحيوانات إلى هياكل الله، إلى حجرات للعرس نتقابل فيها مع ربنا خالقنا ومخلصنا، عريس نفوسنا السماوي.
رد مع اقتباس