منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 05 - 2012, 01:04 AM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 41,890


ظلّ التطرق إلى الأمور الجنسية أمراً محظوراً لمدة طويلة, في الكنيسة التقليدية حيث كان يشكّل مادة مشبوهة، وفي تربية فتياننا وفتياتنا (يكفي أن نرجع إلى تجاربنا الخاصة ). وقد بات من الضروري والمستعجل أن نعالج الأمر وأن نُضفي الطابع الإنجيلي على الأمور الجنسية بحيث نجعلها أولاً بشرية كلّياً فنسيطر عليها ونتحكّم بها. ثم نجعلها مسيحية حقاً فنوجهها نحو القداسة.

1 - النزاع بين الروحانية المسيحية والأمور الجنسية :

إن أول ما يتعيّن علينا القيام به هو تنظيف ذهننا من كل الأحكام والآراء المسبقة التي تُربكه وغالباً ما تشلّ تفكيرنا. يجب علينا الابتداء من هذه النقطة لنستطيع إلقاء نظرة أكثر صفاء ًوموضوعيةً على الجنس فنصبح قادرين على بناء روحانية إيجابية. ثمّة نزاع حقيقي في الكنيسة بين الروحانية المسيحية والجنس، وكلمة " كنيسة " تشمل هنا ليس السلطة الروحية ورجال اللاهوت فحسب، بل أيضاً الشعب المسيحي بمجموعه. فمنذ قديم الزمان، كانت نظرة الآباء إلى الأمور الجنسية تتّسم عموماً بالارتياب. فقد أثّرت هذه الفكرة القديمة على تفكير الكنيسة بأسره ولا تزال تؤثر على عقلية العديد من رجال الدين الذين يعلّموننا الأخلاق وهكذا لا تزال الأفكار القديمة تساهم في تكييف العقليات الحالية .هناك فكرتان أساسيتان تُشاهدان عند الآباء :

1) يثني جميعهم ثناءً مركّزاً على البتولية التي تجعل الإنسان شبيهاً بالمسيح وتُعادل إلى حد ما عملية استشهاد،تلي ذلك حتماً مقارنة بين الزواج ( الذي يستلزم ممارسة العلاقات الجنسية )، والبتولية وتنتهي بالطبع المقارنة لصالح البتولية.

2) مع ذلك، يرفض جميعهم إدانة الزواج. فالزواج مشروع وجدير بالاحترام حسب القديس بولس نفسه، بشرط: أن يُعقد لإنجاب الأولاد وليس لمجرد البحث عن المتعة. وأن يؤمن لكل طرفٍ آخر يساعده في حياة زوجية. نجد في ذلك ما نسميه : الإنجاب والتآزر .

علينا إذاً توضيح الأمور وإعادتها إلى نصابها، كما علينا السير ضد التيار حتى منبعه، وطالما أن الحديث يدور اليوم حول عملية تبشير وإعلان جديد للإنجيل، قد يكون من المفيد أن ندرج فيها مسألة النظر إلى الحياة الجنسية على ضوء الإنجيل. وثمّة أمر لا بدّ من التركيز عليه _ ونستطيع أن نستشفّ فيه أن الروح يسهر على الكنيسة _ هو أن تقاليد الكنيسة ما فتئت تدافع عن قيمة الزواج الإيجابية وتجاهر بها، رغم المشاعر الشخصية لبعض رجال اللاهوت وربما رغم عقدهم النفسية.

2 - يجب إصلاح الأفكار وأيضاً " التصورات الذهنية " :

إن الأفكار والأحكام المتعلقة بالجنس تحتاج إلى إصلاح. تقليدياً يتم الاستناد بالإجمال على المبدأ القائل إن النشاط الجنسي سيء، وبالتالي يجب إدانته وإنه لا يجوز اعتبار المتعة الجنسية كقيمة إيجابية، فهناك كلمة تفسّر كلّ شيء هي " الشهوة أو الشَبَق ". أما اليوم، فينبغي نشر وتلقين أفكار أكثر صحة، وإنه لأمر آخذ مجراه. ففي الوثائق التي صدرت عن المجمع وفي الفترات اللاحقة، يُلاحظ انفتاح حقيقي وتأكيد على القيم الإيجابية للحب البشري (كرامة المرأة للبابا يوحنا بولس الثاني ...) بَيد أنه لا يكفي إذاعة أفكار جديدة أو أكثر صواباً، إذ هناك ظاهرة غريبة تشلّ هذه الخطوة: لكي نتوصل إلى تغيير عقليتنا وسلوكنا، لا يكفي أن نأتي بأفكار جديدة بل يجب أيضاً أن نبدّل "تصوراتنا الذهنية ".

أ- التصورات الذهنية:أعني بذلك الطريقة التي ندرك بها الفكرة ونستوعبها والصورة التي تتكوّن عنها في ذهننا، وهي صورة غالباً ما تكون قليلة الوعي. في الواقع، يوجد كلمات ومفاهيم نُوجّه إليها شحنة من الانفعالية والطابع الذاتي قد تغيّر معناها كثيراً، ويلاحظ ذلك على نحو خاص في المجالات التي تلعب فيها ذاتيّتنا دوراً أكبر، كمجال الجنس.

ب- التصورات الذهنية التي تحصرنا: نورد فيما يلي أهمها:

1- الصلة مع الخطيئة : نفترض غريزياً وجود ارتباط بين النشاط الجنسي وفكرة الخطيئة إلى حدّ أنه بالنسبة للعديد من المسيحيين، تقتصر الخطيئة على الزنا. الواقع أن الناس يشعرون بصورة شبه عفوية أنه يوجد ارتباط بين النشاط الجنسي والخطيئة وينظرون إلى كل ما يتعلق بالجنس على أنه خطر ويحرّض على الشر. وعندما كان الحديث يتطرق إلى الخطيئة، لم يكن لزاماً توضيح ما هي الخطيئة المقصودة، إذ لم يكن هناك سوى واحدة وليست استغلال الفقراء أو اضطهاد الأبرياء ...

2- الزواج دواء يعالج الشهوة الجنسية:إنه لدواء مشروع إذ يأتي عقد الزواج القانوني لينشئ حقوقاً مترتبة على جسد القرين فيضفي طابع الشرعية على النشاط الجنسي ويزيل عنه صفة الإثم.

3- يجب إقامة علاقة مباشرة بين الإنجاب والفعل الجنسي: فيصبح الأخير خالياً من أي شر. وهذه العلاقة تُطهّر النشاط الجنسي، وفي هذا المنظور، لا تؤخذ علاقة الحب بين الأشخاص بعين الاعتبار. إن مثل هذا " الحصر " في العلاقة بين الفعل الجنسي والإنجاب يُشكل أحد العناصر التي تجعل من تنظيم النسل مشكلة في غاية الصعوبة. يمكن أن نضيف إلى ما تقدم، مسألة الخوف من الحمل الذي يلعب في الكثير من الأحيان وعلى الصعيد النفسي، الثمن المطلوب دفعه.

4- الخضوع الطبيعي للمرأة نحو الرجل:بالرغم من كل ما نقوله في هذا الموضوع، إننا لا نؤمن (هذا الظاهر) في داخلنا بالمساواة بين الرجل والمرأة،حتى ولا بالمساواة بين كرامة كل منهما. وماذا تعني مساواة ؟ وذلك أيضاً على صعيد الحب والعلاقة الجنسية.(المرأة أرض تتلقى البذار ... تقصير من طرف الطبيعة ... غلام ناقص ... طِرْح ذكر... طارئ من طوارئ الطبيعة ...).

3 - خرجنا من نطاق المحظورات :

نعتقد، لاشك، أن كل ذلك عفى عنه الزمن وأننا أصبحنا اليوم نتمتّع بالعلم والحرية.فهل هذا أكيد؟ ونظن أيضاً، لاشك، أن الشباب، الحمد لله، تخلّصوا من المحظورات واكتسبوا الحرية الجنسية فأصبحوا قادرين على العيش ضمن حقيقة الجنس. صحيح أن الشباب يفيدون من الثورة النسائية ومن التحرر الجنسي اللذين تركا أثرهما في حياتنا المعاصرة، فلم يعودوا يشعرون بالحَرَج أمام أبويهم وباتوا يتحدثون عن الأمور الجنسية بكل حرية. ولكن بأية طريقة يتحدثون عنها؟ وما هي نظرتهم إليها؟ كيف يعيشونها؟

صحيح أن الشباب تحرروا من المحظورات. إلاّ أن لتلك المحظورات دوراً هاماً إذ تنطوي على بعض القيم وتحميها في ذات الوقت،ما يعرّضهم إلى خطر نبذ القيم مع المحظورات دون تمييز، وربما كان ذلك ما فعله العديد منهم.ويبدو أن الناس اختاروا اعتبار الجنس كسلعة استهلاكية، كما أن بعض علماء المجتمع أخذوا يتحدثون عن "الجنس السريع " مثلما يتحدثون عن " وجبة الطعام السريعة ".

إننا محصورون إذاً بين شرّين إن صحّ القول، بين مفهوم قديم للمحظورات القمعية، ومفهوم حديث لمجتمع مبني على الإذن والاستهلاك. لذلك يجب أن نخرج من هذا الطريق المسدود لنعالج المسائل الجنسية بصفتنا مسيحيين حقيقيين.
رد مع اقتباس
قديم 14 - 05 - 2012, 03:00 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
femon Male
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

الصورة الرمزية femon

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 29
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : في قلب يسوع
المشاركـــــــات : 6,490

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

femon غير متواجد حالياً

افتراضي


إننا محصورون إذاً بين شرّين إن صحّ القول، بين مفهوم قديم للمحظورات القمعية، ومفهوم حديث لمجتمع مبني على الإذن والاستهلاك. لذلك يجب أن نخرج من هذا الطريق المسدود لنعالج المسائل الجنسية بصفتنا مسيحيين حقيقيين.
اكثر من رائع الرب يبارك خدمتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
العلاقات الجنسية ونظرة خاصة لها في الحياة المسيحية
أسرار الحياة المقدسة فى ضوء الثقافة الجنسية المسيحية { أليس فون هيلدابراند }
السادية الجنسية .. شذوذ وجريمة يدمر الحياة الزوجية
وكالة ناسا : التعيين يقتصر فقط علي الحاصلين علي الجنسية الامريكية .....فهل حصل مرسي علي الجنسية ؟
كيف أتعامل مع طاقتي الجنسية ؟ وكيف يمكنني توجيه الطاقة الجنسية في مجالات بنّاءة لحياتي ؟


الساعة الآن 04:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024