منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 08 - 2014, 01:03 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,219,206

الابن الضال
الابن الضال



نتأمل في مثل الابن الضال الوارد ذكره في إنجيل القديس لوقا الإنجيلي 15/11-32. هلّم نقوم كما قام الابن الضال، إن مثل الابن الضال يعني لنا أن الإنسان يخرج من وصية الله، ويترك طرق الله، ويخرج عن سلطان الله، ويلتجيء إلى سلطان إبليس لأنه يعتقد إنه يجد السعادة مع إبليس، ومتعة إبليس هي متعة وقتية زائلة، ولكن الابن الضال يجد نفسه يأكل مع الخنازير، لأنه جاع، وبذّر كل أمواله، وفقد ملكه، ومجده، وكرامته، وبنويته لأبيه، فرجع إلى أبيه، وقبله وعوضه عن كلّ ما فقده، فإنّ هذا المثل ينقسم إلى أربعة أجزاء:
-1الابن الأصغر يترك أبيه:
يسرد مثل الابن الضال: «وبَعدَ بِضعَةِ أَيَّامٍ جَمَعَ الاِبنُ الأَصغَرُ كُلَّ شَيءٍ لَه، وسافَرَ إِلى بَلَدٍ بَعيد، فَبدَّدَ مالَه هُناكَ في عيشَةِ إِسراف» (لو15/13).
كثير منّا يترك الله، ويُضل عن طريق الله ليشبع نفسه من شهوة الجسد، وفي هذا يقول القديس أغسطينوس، في مؤلفه:«الاعترافات»:«وأنا النعجة التي لم تستقر تحت نظر راعيها فضّلت أن تعيش متشردة عن قطيعه». فالذي يترك الله يشتهي أن يأكل مع الخنازير لأن عاقبة الشر عدم، إذ يقول أغسطينوس: «علمت أن الشر حرمًا من الخير عاقبته العدم».
-2 الابن الأصغر يعود لحضن لأبيه:
يقول يسوع المسيح: «فرَجَعَ إِلى نَفسِه وقال: كم أَجيرٍ لَأَبي يَفضُلُ عنه الخُبْزُ وأَنا أَهلِكُ هُنا جُوعاً! أَقومُ وأَمضي إِلى أَبي فأَقولُ لَه: يا أَبتِ إِنِّي خَطِئتُ إِلى السَّماءِ وإِلَيكَ. ولَستُ أَهْلاً بَعدَ ذلك لِأَن أُدْعى لَكَ ابناً، فاجعَلْني كأَحَدِ أُجَرائِكَ» (لو15/17-19).
في هذا التوبة الابن الضال فماذا صنع؟ يقول الكتاب: « فرَجَعَ إِلى نَفسِه » أيّ كان بعيدًا، وعرف أيضًا أن الأجير عند أبيه أفضل منه الآن. فالذي يضل عن طريق الله يرجع إلى نفسه، ويعترف للرب في صلاته، كما قال أحد الآباء:
«لا توجد توبة بدون صلاة، والذي يعتقد إنه توجد توبة بدون صلاة مخدوع من الشياطين»،
فإذن التوبة تمحوا الخطايا، كما يقول القديس بطرس الرسول: «فَتوبوا وارجِعوا لِكَي تُمْحى خَطاياكم» (أع 3/19). فلابد من الاعتراف بالخطايا، وممارسة سر المصالحة، وكما يقول القديس أغسطينوس: «الوقت وقت اعتراف لك، لا وقت سؤال».
فلابد أن نعود إلى الله خاضعين له إذ نحن خطاة، إذ يسطر لنا القديس بطرس الرسول: «فتَواضَعوا تَحتَ يَدِ اللهِ القادِرَة لِيَرفَعَكم في حينِه» (1 بط5/6)، ويقول القديس أغسطينوس: «وبقوة غريبة إشتهيت الحكمة الأزلية، وأخذت أنهض، وأعود إليك».
3- الأب يقبل ابنه ويعوضه:
«فقامَ ومَضى إِلى أَبيه. وكانَ لم يَزَلْ بَعيداً إِذ رآه أَبوه، فتَحَرَّكَت أَحْشاؤُه وأَسرَعَ فأَلْقى بِنَفسِه على عُنُقِه وقَبَّلَه طَويلاً. فقالَ لَه الِابْن: يا أَبَتِ، إِنِّي خَطِئتُ إِلى السَّماءِ وإِلَيكَ، ولَستُ أَهْلاً بَعدَ ذلِكَ لأَن أُدْعى لَكَ ابناً. فقالَ الأَبُ لِخَدَمِه: أَسرِعوا فأتوا بِأَفخَرِ حُلَّةٍ وأَلبِسوه، واجعَلوا في إِصبَعِه خاتَماً وفي قَدَمَيه حِذاءً، وأتوا بالعِجْلِ المُسَمَّن واذبَحوه فنأكُلَ ونَتَنَعَّم، لِأَنَّ ابنِي هذا كانَ مَيتاً فعاش، وكانَ ضالاًّ فوُجِد. فأَخذوا يتَنَّعمون. وكانَ ابنُه الأَكبَرُ في الحَقْل، فلمَّا رَجَعَ واقترَبَ مِنَ الدَّار، سَمِعَ غِناءً ورَقْصاً» )لو15/ض20-25)
فنجد في ذلك أن الأب كان ينتظر الابن، ويقبله، ويعوضه، فهذا عمل الله ينتظر الخاطيء ليعود ويقبله ويكون فرح في السماء بعودة خاطئ واحد أكثر من تسعة وتسعون بارًا لا يحتاجون إلى التوبة، ولا يسأل الله: لماذا أخطأت؟
بل يسأل: لماذا لم تتب؟ وهذا ما قالته القديس ريتا، فإذن يعوض الأب ابنه فيقول:أ- أخرجوا الحلة الأولى وألبسوه؟ وهنا ترمز الحلة إلى المجد والكرامة التي فقدها في خطيئته.
ب- واجعلوا خاتمًا في يده، وهذا يرمز إلى المُلك ليملك معه، نتذكر أن يوسف الصديق أعطاه فرعون مصر خاتمًا في يده ليملك على مصر، ويكون الرجل الثاني بعد فرعون.
جـ- وحذاءً في رجليه، لأنه كان عبدًا، والآن صار ابنًا، لأن العبيد هم الذين بغير حذاء.
د- اذبحوا العجل المسمن، فهذا دليل على الفرح، فرح الأب بعودة الابن إلى حضنه: «لِأَنَّ ابنِي هذا كانَ مَيتاً فعاش، وكانَ ضالاًّ فوُجِد».
-4الابن الأكبر يعير أبوه بأخيه الأصغر:
«ولمَّا قَدِمَ ابنُكَ هذا الَّذي أَكَلَ مالَكَ مع البَغايا ذَبَحتَ له العِجْلَ المُسَمَّن! » (لو15/30) إن الابن الأكبر يعير أبوه ويقول له: ابنك هذا مع أنه كان في استطاعته أن يقول أخي هذا، ولكن الأب يُذّكر الابن الأكبر إنه أخوه: «يا بُنَيَّ، أَنتَ مَعي دائماً أبداً، وجَميعُ ما هو لي فهُو لَكَ. ولكِن قد وَجَبَ أَن نَتَنعَّمَ ونَفرَح، لِأَنَّ أَخاكَ هذا كانَ مَيتاً فعاش، وكانَ ضالاًّ فوُجِد»(لو15/31 و32)
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يصوِّر مثل الابن الضال مشاعر الله الذي يريد أن يردَّ الضال
هذا اللطف نراه في معاملة الأب مع الابن الضال، وأخيه الضال الأكبر
الصوم الكبير† انجيل الابن الضال بصوت معزى الانبا رافائيل † احد الابن الضال
من هو الابن الضال في قصة الابن الضال ؟ الاصغر ام الاكبر ولماذا ( دعوة عامة للحوار)
فرحة التوبة - الابن الضال (الابن الشاطر أو الابن المحب)


الساعة الآن 09:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024