منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 05 - 2012, 11:02 AM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

المعرفة وأنواعها 14-6-2009


المعرفة وأنواعها
بقلم قداسة البابا شنوده الثالث
جريدة الأهرام

المعرفة ليست غاية في ذاتها إنما هى وسيلة للمنفعة. غير أنه ليست كل معرفة نافعة. فهناك معرفة قد تضر. وعندما خُلِقَ الإنسان لم يكن يعرف سوى الخير فقط. ولكنه للأسف الشديد، بدأ يعرف الشر عندما سقط. وبمعرفة الشر بدأ يضر نفسه ويضر غيره أيضاً.
إذن عليك أن تتأكد من سلامة كل معرفة تصل إليك. وتتأكد من فائدتها قبل أن تقبلها.

??
أمَّا عن حدود المعرفة .. فيقولون: إن أكثر الناس علماً هو الذي يعرف شيئاً عن كل شيء، وبنوع من التخصص يعرف كل شيء عن شيء. ويبدو أن هذه العبارة مُبالَغ فيها جداً. فلا يوجد إنسان يعرف كل شيء عن شيء ما، ولا أن يعرف شيئاً عن كل شيء. إن اللَّه وحده ـ تبارك اسمه ـ هو الذي يعرف كل شيء عن كل شيء. ومعرفته يقينية ومُطلَقة وغير محدودة. واللَّه يعرف الخفيَّات والظاهرات. يعرف ما في القلوب وما في الأفكار وما في النيَّات لجميع الناس. ويعرف ما في باطن الأرض وما في علو السموات. بينما الإنسان
لا يعرف شيئاً من هذا كله. واللَّه يعرف المستقبل والغيب أمَّا الإنسان فلا يعرف.

?? والإنسان إن عرف شيئاً، إنما يكون ذلك بوسائط متعدِّدة، كالحفريات بالنسبة إلى باطن الأرض. وكالمقاييس والمكاييل والأشعة والتحاليل، وأجهزة أخرى كثيرة للوصول إلى ما يمكن معرفته. أمَّا اللَّه فيعرف كل شيء بدون واسطة.
والإنسان يُجاهد لمعرفة طبائع الأشياء. أمَّا اللَّه فيعرفها لأنه هو الذي وضع لكل شيء طبيعته. الإنسان مثلاً يحاول بمجهودات ضخمة أن يعرف أماكن البترول في باطن الأرض أمَّا اللَّه فمعرفته لذلك ناتجة عن كونه هو الذي جعل البترول في تلك الأماكن. وينطبق ذلك أيضاً على مواضع الذهب وباقي المعادن والأحجار الكريمة، وأنواع الكائنات البحرية وغيرها.
?? أمَّا من جهة أنواع المعرفة: هناك معرفة حسيَّة تأتي عن طريق الحواس، يعرفها الناس بالنظر أو بالسمع أو باللمس أو بالشم. وما أضعف حواسنا فهى لا تدرك كل شيء.
وهناك معرفة عن طريق العقل، تأتي بالدراسة أو الاستنتاج. وهناك معرفة الروح وهى ليست لكل الناس.
غير أن هناك معرفة أخرى عن طريق الكشف أو الإعلان الإلهي. ويدخل في ذلك الوحي الذي يصل إلى الأنبياء. وهناك معرفة أخرى وهى معرفة الإنسان لنفسه.
?? إنَّ العالم يجهد نفسه كثيراً للحصول على معرفة تختص بالقمر والكواكب. فيستخدم في ذلك سفن الفضاء، وينفق على كل هذا أموالاً طائلة. لكنه ليس بنفس الشوق يسعى إلى معرفة اللَّه ... إنه يسعد كثيراً إن أحضر بعض حجارة من القمر، أو بعض الصور. لأنها تعطيه شيئاً من المعرفة عن الطبيعة التي هى من خلق اللَّه. دون أن يسعد بمعرفة اللَّه خالقه!
??
ونفس الكلام يُقال عن كثير من الاكتشافات التي يقوم بها الإنسان، ويفخر باكتشافاته، ويمجد العقل البشري الذي وصل إليها. وفي كل ذلك لا يُمجِّد اللَّه الذي خلق هذا العقل ووهبه إمكانياته! هناك معرفة أخرى تأتي عن طريق الآخرين: عن طريق الكتب أو الصحف
أو وسائل الإعلام، أو الإنترنت ... ومعرفة عن طريق الأصدقاء أو المعارف أو الأساتذة. ومعرفة تأتي عن طريق الشيطان بما يلقيه في أذهان الناس من فكر، أو رؤى أو أحلام مُضلِّلة. ورُبَّما يسعى الإنسان إلى الحصول على معرفة من الشيطان عن طريق السحر، أو ما يسمونه استشارة أرواح الموتى، أو بطُرق أُخرى متعدِّدة، كاللجوء إلى المُنجِّمين، وإلى قارئي الكف أو الفنجان، وإلى ضاربي الرمل أو الودع. ويدخل ذلك في اللعب بعقول البسطاء.

ونحن نعرف جيداً أن الشيطان لا يعطي معرفة مجاناً. فلابد أن يكون له هدف يريد الوصول به إلى الإضرار ببعض البشر.
?? نوع آخر من المعرفة هو أن يعرف الإنسان نفسه: يعرف أنه مخلوق من تراب لكي يتضع ولا يتكبَّر. ويعرف خطاياه وضعفاته لكي يندم عليها ويتوب. ويعرف مواهبه لكي يستخدمها في الخير. ويعرف مدى قربه أو بُعده من وصايا اللَّه. ويعرف ما يلزمه للوصول إلى الحكمة والتمييز.
??
على الإنسان أيضاً أن يعرف طبيعة غيره واتجاهاته، لكي يعرف كيفية التعامل معه ... سواء كان ذلك في التعاون مع الأصدقاء أو في محيط العمل، أو في الحياة الزوجية،
وفي الحياة الاجتماعية عموماً ... وأيضاً معرفة نفسية الطفل، ونفسية المعوَّق، ونفسية العاقر، ونفسية المراهق، وكيفية التعامل مع كل هؤلاء ... وعلى الزوج أن يعرف نفسية المرأة، وعلى الزوجة أن تعرف نفسية الرجل.

?? وعلينا جميعاً أن نعرف الحق، وإن عرفناه نتبعه. وأن نعرف احتياجات الناس لكي نُدبِّرها لهم.
ولنحترس من المعارف التي هى فوق مستوى البشر. فكثير من الناس يبحثون في عالم الأرواح فيضلون. كذلك فلنبعد عن المعارف الضارة، ولا نضيع وقتنا في معرفة أمور
لا تفيدنا. وقد قال أحد الآباء الروحيين: " أحياناً نجهد أنفسنا في معرفة أمور، لا نُلام في يوم الدين على جهلنا إيَّاها ".

??
ولنعرف أن ما يدخل الذهن من معارف، يوثِّر على الحواس والمشاعر ورُبَّما على العلاقة للآخرين. وبالأكثر من ذلك يُخزن في العقل الباطن. ثم يخرج منه على هيئة ظنون
أو أفكار أو أحلام. وبهذا يكون نطاق انتشار المعرفة قد اتسع.

وهناك ألوان من المعرفة تغير نظرة الإنسان إلى كثير من الأمور، وإلى كثير من الناس. ومعارف ضارة قد تجلب الشك. ومعارف ضارة قد تحول الفكر إلى الإلحاد.
??
لذلك يلزم أن يُدقِّق كل إنسان في اختيار مصادر معرفته، لكي يحتفظ بنقاوة فكره،
ولا يتلوث بمعرفة ضارة. وعليه أن يُدقِّق في اختيار الأصدقاء والمعارف الذي يصبُّون معلومات في أذنيه. وكذلك يُدقِّق في نوع قراءاته. ولا يظن أن الأفكار عواقر، وما أكثر أن تلد أفكاراً أخرى ومشاعر عديدة. بل رُبَّما كلمة واحدة تصل إلى ذهنك، فتلد حكاية
أو حكايات، وكذلك ما يمكن أن يُقال عن تأثير الشائعات. لهذا كله فإن الوقاية من الفكر الخاطئ خير وأفضل من قبوله ثم محاولة التخلص منه. وإذا ما وصلت إليك معرفة خاطئة، فلا تحاول أن تنقلها إلى غيرك، لئلا يُطالبك اللَّه بما يتعب الغير من نتائج تلك المعرفة.




رد مع اقتباس
قديم 24 - 08 - 2016, 11:22 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
MenA M.G Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية MenA M.G

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 123114
تـاريخ التسجيـل : Aug 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 109,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

MenA M.G غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المعرفة وأنواعها 14-6-2009

العظة مفيدة جداً
ربنا يبارك خدمتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لا ينبع التصلف عن المعرفة، إنما عن عدم المعرفة
ليست المعرفة هي التي تعبر بل الوضع الذي فيه تكون المعرفة جزئية
المعرفة الحقيقية ليست المعرفة العقلية
هل المعرفة الكتابية مهمة؟ و هل المعرفة تكفي؟
تعرف على الفرق بين عدم المعرفة ورفض المعرفة


الساعة الآن 09:34 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024