منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18 - 02 - 2014, 01:37 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

أهمية المعمودية للخلاص

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
تظهر أهمية المعمودية من قول السيد المسيحلنيقوديموس (الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق، لا يقدر أن يرى ملكوت الله) (يو 3: 3). وقد شرح معنى هذه الولادة، فأجاب على سؤال نيقوديموس بقوله (الحق الحق أقول لك: إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله) (يو 3: 5).
وهذه آية صريحة تعنى أنه بدون المعمودية لا يقدر الإنسان أن يدخل الملكوت، ولا يقدر أن يعاينه. وبهذا يكون الخلاص عن طريق المعمودية التي يمهد لها الإيمان.
وهكذا قال السيد المسيح في صراحة ووضوح (من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 16) وهكذا أيضا عندما أرسل تلاميذه لنشر ملكوته على الأرض قال لهم (فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به).
(مت 28: 19، 20) وهذه الآية تدل على أن الخلاص يلزمه الإيمان الذي يأتي بالتلمذة، والمعمودية تدل على أن الخلاص يلزمه الإيمان الذي يأتي بالتلمذة، والمعمودية التي هي الباب المباشر، والأعمال الصالحة بحفظ الوصايا. فلو كانت المعمودية غير لازمة للخلاص، لكان يكفى أن يقول الرب لتلاميذه: (اذهبوا وبشروا بالإيمان) بدون ذكر للمعمودية..
ومعلمنا بولس الرسول يشرح كيف أن الخلاص يكون بالمعمودية، وكيف أنها هي الميلاد الثاني، بقوله في رسالته إلى تلميذه تيطس أسقف كريت، حيث يقول (ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه، لا بأعمال في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس) (تى 3: 4، 5).
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 01:38 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

ممارسة المعمودية منذ البدء
هذا المبدأ أسسه السيد المسيح (من آمن واعتمد خلص) اتبعته الكنيسة منذ البدء، ففي يوم الخمسين بعد أن وقف بطرس الرسول رافعا صوته بكلمة الإيمان، ونخس السامعون في قلوبهم، (قال لهم بطرس: توبوا ليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس) (أع 2: 37، 38) وهذه الآية صريحة في أنه يكون بالمعمودية مغفرة الخطايا. وكيف يخلص الإنسان بدون مغفرة خطاياه؟! إذن فالمعمودية لازمة لخلاص الإنسان، فبها تغفر خطاياه. وبها يمهد لقبول الروح القدس.
وعطية الروح القدس، ننالها في السر الثاني من أسرار الكنيسة، سر المسحة المقدسة، أو سر الميرون. والآية السابقة تدل على هذه المعاني كلها.
فى يوم الخمسين بعد أن تكلم بطرس عن المعمودية (قبلوا كلامه بفرح، واعتمدوا، وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة ألاف نفس)
كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
فلو كان الإيمان وحده يخلص الإنسان ماذا كانت الحاجة إلى أن يعتمد في يوم واحد 3000 نفس؟! ما كان أسهل أن يقول لهم الرسل: (ما دمتم قد آمنتم أيها الأخوة، فاذهبوا على بركة الله، هذا يكفى، لقد خلصتم وانتهى الأمر..)!!
وهكذا نرى أيضا أن الخصي الحبشي بعد أن آمن على يد فيلبس، قال له مباشرة ماذا يمنع أن أعتمد؟) (أع 8: 36). وهكذا نزل به فيلبس إلى الماء فعمده.. وذهب في طريقه فرحًا.
وسجان فيلبي الذي آمن على يدي بولس وسيلا (اعتمد في الحال هو والذين له أجمعي) (أع 16: 33).
وكرنيليوس أيضا الذي ظهر له ملاك الله، وقال له صلواتك وصدقاتك صعدت تذكارا أمام الله، هو أيضا بعد أن كلمه بطرس بكلمة الحياة، وبعد أن حل الروح القدس على جميع الذين كانوا يسمعون الكلمة (حينئذ أجاب بطرس: أترى يستطيع أحد أن يمنع الماء حتى لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن أيضا وأمر أن يعتمدوا باسم الرب) (أع 10: 47، 49).
وليديا بائعة الأرجوان، لما آمنت على يد بولس الرسول (اعتمدت هي وأهل بيتها) (أع 16: 15)
جميلة تلك العبارة التي قالها بولس الرسول عن العماد (لأن كلكم الذين اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح) (غلا 3: 27). إذن في المعمودية يلبس الإنسان المسيح. أي خلاص أعظم من هذا..
أن المعمودية هي الباب الذي يدخل منه الإنسان إلى الخلاص، والإيمان تمهيد لها.
نقول هذا لأن كثيرًا من البروتستانت يظنون أن الإنسان يكفيه أيمانه ليخلصه..! أو يظنون أن الميلاد الثاني يأتي بالإيمان وليس بالمعمودية! لا يرون أن المعمودية هي الميلاد الثاني، على الرغم من صراحة الآية بغسل الميلاد الثاني (تى 3: 5)!!
وأيضا على الرغم من قول الرسول في رسالته إلى أفسس (أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها، لكي يقدسها مطهرًا إياها بغسل الماء بالكلمة، لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها) (أف 5: 25، 26).
(لكي يقدسها مطهرًا إياها بغسل الماء بالكلمة).. والبروتستانت العبارة معناها يقدسها بالكلمة! تاركين ومن إليهم يدعون أن هذه عبارة غسل الماء كأن لا معنى لها..
إن (الكلمة) هنا تعنى التبشير. فماذا تعنى عبارة (غسل الماء)؟ تعنى المعمودية التي يصل إليها الإنسان بالتبشير أي بالكلمة. وهكذا تنطبق وصية السيد المسيح (تلمذوهم.. وعمدوهم..). (تلمذوهم) بالكلمة. (وعمدوهم) بغسل الماء.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 01:40 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

شرح "أهمية المعمودية" لاهوتيًا

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
ما هو جوهر التعليم المسيحي عن المعمودية كوسيلة للخلاص. لماذا هي لازمة للخلاص؟ ولماذا لا يمكن لأحد أن يخلص بدونها؟ المسألة واضحة جدًا، نشرحها فيما يلي:
يقول الكتاب (أجرة الخطيئة هي موت) رو 6: 23) إذن لابد من الموت، ولابد أن طريق الخلاص يبدأ بالموت.. ويستمر الخلاص بالموت.. وآخر مرحلة للخلاص تأتى بالموت.
يبدأ الخلاص بالموت، وينتهي بالموت، ويستمر بالموت، لأن أجرة الخطيئة هي موت.
فما معنى هذا الكلام؟
أ- بدأ الخلاص بالموت
ب- يستمر الخلاص بالموت
ج- يتم الخلاص بالموت
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 01:41 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

بدأ الخلاص بالموت
بدأ الخلاص بموت المسيح على الصليب، حيث دفع ثمن الخطيئة،
واشترانا بدمه. وكيف يصل إليك الخلاص؟ يصل إليك بالموت. وكيف ذلك..؟ المسيح بموته أعطى الخلاص.
ولكي يكون لك أنت نصيب في هذا الخلاص، لابد أن تشترك مع المسيح في موته:
تموت مع المسيح، وتقوم معه، لكي تتمجد معه. ولذلك يقول بولس الرسول (لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه، متشبها بموته) (فى 3: 10).

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
إن لم تدخل في هذا الموت، يلحقك الموت الثاني الذي هو العذاب الأبدي في بحيرة النار (رؤ 20: 14)
وكيف تدخل في هذا الموت؟ كيف تشترك مع المسيح في موته؟ إن ذلك يتم بالمعمودية. ولهذا يقول بولس الرسول (أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح، اعتمدنا لموته. فدفنا معه بالمعمودية للموت.. (رو6: 3، 4).
وموتنا مع المسيح، ودفننا معه، هو الذي يجعلنا نشترك معه في أمجاد قيامته. ولذلك يقول بولس الرسول (لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته، نصير أيضا بقيامته.. فان كنا قد متنا مع المسيح، نؤمن أننا سنحيا أيضا معه) (رو 6: 8).
كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
نلخص الموضوع إذن في الكلمات الآتية:

أجرة الخطيئة هي موت. فلابد أن يموت الإنسان ويدفن.. ولكن المسيح قد مات عنا. وعلينا أن نشترك معه في موته، حتى لا نكون بعيدين عن استحقاقات موت المسيح.
لا يجوز أبدًا أن نترك المسيح يموت وحده عنا، دون أن نشترك معه في موته، أو على الأقل نتشبه بموته، ندخل في شركة آلامه متشبهين بموته) وهكذا قال الرسول: (متنا معه.. . دفنا معه.. قد صرنا متحدين معه بشبه موته.. إنساننا العتيق قد صلب معه.. فان كنا قد متنا مع المسيح نؤمن أننا سنحيا أيضا معه) (رو 6: 3-8).
وهذا الموت شرحه الكتاب أنه يتم بالمعمودية. نغطس فيها تماما كأننا ندفن في جرن المعمودية، كما قال بولس: (دفنا معه بالمعمودية للموت) (رو 6: 4). ثم نقوم من هذا الماء في جدة الحياة) (عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب ليبطل جسد الخطيئة).
المعمودية إذن لازمة للخلاص، لأنها شركة في موت المسيح، لأنها إيمان بالموت كوسيلة للحياة، واعتراف بأن أجرة الخطيئة هي موت.
إن الذين يقولون أن الخلاص يتم بمجرد الإيمان وحده، بدون معمودية، لم يفهموا بعد ما هو الإيمان. فلنحاول أن نناقش الأمر معا لنفهمه.
ما هو الإيمان..؟ هو أن تؤمن أن الخطيئة أجرتها الموت، وتؤمن أن المسيح قد مات عنك، وتؤمن أنك يجب أن تموت معا لتحيا أيضًا معه.. وهكذا يقودك الإيمان إلى ما قلناه:
قلنا أن الخلاص قد بدأ بالموت. موت المسيح. هذا هو الخلاص الذي قد قد دفع ثمنه، وقلنا أننا بدأنا أن نحصل على هذا الخلاص بالموت، إذ متنا مع المسيح ودفنا معه بالمعمودية. هذا هو الخلاص الذي نلناه.
نقول أيضًا أن هذا الخلاص يستمر بالموت.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 01:42 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

يستمر الخلاص بالموت
وهكذا يقول بولس الرسول: (كذلك أنتم أيضًا، أحسبوا أنفسكم أمواتًا عن الخطيئة، ولكن أحياء لله بالمسيح يسوع.. إذن لا تملكن الخطيئة المائت لكي تطيعوها في شهواته) (رو 6: 11، 12).
هذا الكلام جميل جدًا، يشرح لنا الإيمان الأرثوذكسي تمامًا (لا تملكن الخطيئة في جسدكم المائت). لقد دخلنا الخلاص بالموت. ولابد أن يستمر جسدنا مائتًا عن الشهوات العالمية. وطالما هو مائت، فان الخلاص يسرى فيه. أما أن بدأت شهوات الجسد تقوم من هذا الموت وتتحرك، فإننا نكون حينئذ عرضة لأن نفقد الخلاص، لأن الخلاص لا يتم إلا بالموت.
لذلك فإننا نصلي إلى الله في قطع الساعة التاسعة ونقول: (أمت حواسنا الجسمانية أيها المسيح إلهنا ونجنا).
ولعل هذا تنفيذ لقول الكتاب: (ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون) (رو 8: 13).

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
ألا يقول بولس الرسول: (إذن الموت يعمل فينا) (2كو 4: 12).
وهكذا يقول بولس الرسول أيضا (لأننا نحن الأحياء نسلم دائما للموت من أجل يسوع، لكي تظهر حياة يسوع أيضا في جسدنا المائت) (2 كو 4: 11). ويقول أيضا ً: (إن كان المسيح فيكم فالجسد ميت بسبب الخطيئة،وأما الروح فحياة بسبب البر) (رو 8: 10).
كما يقول أيضًا: أننا من أجلك نُمات كل النهار. قد حسبنا مثل غنم للذبح) (رو 8: 36). وهكذا نعيش (حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع، لكي تظهر حياة يسوع أيضًا في جسدنا) (2 كو 4: 10).
إذن طالما نسير في طريق الخلاص لابد أن يكون الجسد ميتًا عن الخطيئة، لابد أن يعمل الموت فينا.
إنسان يقول إنه قد خلص، وهو يحب العالم أو الأشياء التي في العالم، هذا بالحقيقة واهم (لأن محبة العالم عداوة لله) (يع 4: 4).
إن الخلاص يستمر بالموت، موت أعمال الجسد، موت شهوات الجسد،؟ موت عن العالم والمادة وطلباتها المحاربة للروح.
كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
ما معنى (نخلص بحياته)..؟

هنا تقف أمامنا الآية التي تقول: (لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه، فبالأولى كثيرًا ونحن مصالحون نخلص بحياته) (رو 5: 10). ما معنى (نخلص بحياته)؟
أما أن يكون معناها أننا نخلص بحياته كشفيع، ككاهن إلى الأبد على طقس ملكي صادق (يقدر أن يخلص أيضا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله، إذ هو حيّ كل حين ليشفع فيهم) (عب 7: 25). فنحن نخلص بحياته كشفيع. لأننا باستمرار نخطئ. وإن أخطأنا (فلنا شفيع عند الآب، يسوع المسيح البار) (1 يو 2: 1).
ونلاحظ هنا أن استمرار شفاعة المسيح فينا، معناه استمرار احتياجنا إلى الخلاص في كل حين، واستمرار عمل الخلاص فينا.
على أن هناك معنى جميلا ً آخر لعبارة نخلص بحياته. وهو قول بولس الرسول: (مع المسيح صلبت، فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ) (غلا 2: 20) يقول: (مع المسيح صلبت)، هذا هو الموت (صلب الجسد مع الأهواء والشهوات) كما يقول الرسول (غل 5: 24).
بهذا نخلص، عندما يكون المسيح هو الذي يحيا فينا. وعبارة (أحيا لا أنا) معناها تسليم الإرادة تسليمًا كاملًا للرب. بحيث يقول الإنسان باستمرار: (لتكن لا إرادتي بل إرادتك). يكون كأنه ميت، غير موجود، يحيا لا هو، بل المسيح هو الذي يحيا فيه.
يقول للمسيح: إنني أخلص بموتك، وأخلص بحياتك في) وهذه هي الفكرة السليمة عن الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي:
نحن قد خلصنا بموت المسيح عندما متنا معه في المعمودية. ونخلص أيضًا بحياة المسيح فينا، بتسليمنا الكامل لمشيئته في حياتنا، قائلين مع الرسول: (أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ).
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 01:43 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

يتم الخلاص بالموت

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
قلنا أن الخلاص يبدأ بالموت في المعمودية، ويستمر بالموت عن شهوات العالم. فإلى متى..؟
يقول الكتاب: (كن أمينًا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة) (رؤ 2: 10).
وهكذا يستمر فيك، حتى يموت الجسد فعلا. طالما أنت تميت أعمال الجسد، فأنت ما تزال سائرًا في الخلاص. ومتى تصل إلى نهاية الطريق..؟
تصل إليها عندما تموت، وتنقل إلى العالم الآخر.
أنت إذن ما تزال سائرًا في الطريق. فهل تقف في نصفه وتصيح قائلًا (قد خلصت)؟‍!
تواضع يا أخي، واستمع إلى قول الرسول: (انظروا إلى نهاية سيرتهم) (عب 13: 7).
لا تفتخر باطلًا، فكثيرون قد بدأوا بالروح وكملوا بالجسد (غل 3: 3).
على أننا سنعرض لهذا الموضوع بالتفصيل إن شاء الله عندما نتكلم على اتمام الخلاص.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 01:45 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

الأسرار اللازمة للخلاص


كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
هناك أسرار قد لا تلزمك شخصيًا لخلاصك. فأنت لا تتزوج، وإن كنت ثمرة لزواج. وقد لا تصاب بمرض تحتاج فيه إلى سر مسحة المرضى. وقد لا تصير كاهنًا وإن كنت تحتاج لسر الكهنوت ليقدم لك عمل الروح القدس في الأسرار اللازمة لك شخصيًا لخلاصك. فأنت يلزمك بلا شك سر المعمودية، وقد تحدثنا عنه – كذلك يلزمك سر مسحة الروح القدس (الميرون)، وسر التوبة، وسر الافخارستيا (التناول).
وسنتكلم الآن عن أهمية كل من هذه الأسرار على حدة:
  • سر المسحة المقدسة
  • سر الإفخارستيا "التناول"
  • سر التوبة
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 01:50 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

سر المسحة المقدسة
ولما دعا بطرس اليهود للمعمودية، قال لهم: (توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس) (أع 2: 38). فما هي عطية الروح القدس هذه..؟ وهل هي لازمة في حياتنا للخلاص وما أهميتها وهل يمكن أن نخلص بدونها.
لا يمكن إطلاقًا أن نخلص بدونها، لأن حياتنا الروحية كلها هي عبارة عن استجابة إرادتنا لعمل الروح القدس فينا. وإن كنا لا نأخذ عطية الروح القدس، فباطلة وهالكة هي حياتنا عن هذه النعمة التي أخذناها من سر المسحة المقدسة نصرخ باستمرار ونقول: (روحك القدوس لا تنزعه منا،) وإلا هلكنا.
إن حياتك الروحية لا تعتمد مطلقا على ذراعك البشرى، وإنما هي شركة الروح القدس كما سنشرح في الفصل الخاص بالجهاد والنعمة.
لابد إذن من سر المسحة المقدسة، تلك التي تكلم عنها يوحنا الرسول فقال: (وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء) (وأما المسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم، ولا حاجة بكم إلى أن يعلمكم أحد، بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء، وهى حق) (1 يو 2: 20، 27).

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
لكي تعرف أهمية الروح القدس لخلاصك، نسأل سؤالا وهو: هل تستطيع أن تحيا حياة روحية بدون عمل الروح القدس فيك..؟ هل تستطيع أن تسير في طريق الخلاص بدون عمل الروح القدس معك..؟ لا يمكن. إذن لابد من المسحة.
لذلك أهتم الرسل بعطية الروح القدس للمؤمن، وكانوا ينالونها في بادئ الأمر بوضع أيدي الرسل، قبل أن يستخدم الميرون.
نرى ذلك واضحًا في قصة إيمان السامرة،
حيث اعتبرت مكملة للإيمان والعماد، يقول الكتاب: (ولما سمع الرسل الذين في أورشليم أن السامرة قبلت كلمة الله، أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا، اللذان لما نزلا صليا لأجلهم لكي يقبلوا الروح القدس؟ لأنه لم يكن قد حل بعد على أحد منهم، غير أنهم كانوا معتمدين باسم الرب يسوع. حينئذ وضعا الأيادي عليهم، فقبلوا الروح القدس) (أع 8: 14-17)..
إذن لم تكن المعمودية كافية لأهل السامرة، بل كان لابد لهم أن يقبلوا الروح القدس.
نفس الكلام أيضًا. يمكن أن يقال عن إيمان أهل أفسس.
لما ذهب بولس هناك وجد تلاميذ. فقال لهم: (هل قبلتم الروح القدس لما آمنتم..؟ قالوا له ولا سمعنا أنه يوجد الروح القدس) (أع 19: 2، 3) إذ كانوا قد اعتمدوا بمعمودية يوحنا فقط. فلما كلمهم بولس: (اعتمدوا باسم الرب يسوع. ولما وضع بولس يديه عليهم. حل الروح القدس عليهم).
إننا بالمعمودية نشترك مع المسيح في موته، وننال البنوة. وبالروح القدس نحيا الحياة اللائقة بنا كبنين وكلا الأمرين لازم لخلاصنا.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 01:52 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

سر الإفخارستيا | التناول
لكي ندرك أهمية التناول من جسد الرب ودمه، يكفى من باب الاختصار أن نذكر قول المسيح: (الحق الحق أقول لكم! إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم. من يأكل جسدي ويشرب دمى، فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير.. من يأكل جسدي ويشرب دمى يثبت في وأنا فيه) (يو 6: 53-58). هنا نرى الحياة الأبدية متعلقة بالتناول من جسد الرب، بحيث أن الذي لا يتناول لا تكون له حياة، أي يهلك.. أتسأل بعد هذا عن لزوم التناول للخلاص؟ ‍‍!

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
إن كنا أرثوذكسي ونؤمن بالإيمان الأرثوذكسي، فنحن إذن نؤمن بما نقوله في القداس الإلهي عن جسد الرب الذي نتناوله: (يعطى عنا خلاصًا وغفرانا للخطايا، وحياة أبدية لكل من يتناول منه) أيسأل أحد ويقول: (هل ممكن الخلاص بدون تناول؟ أقول كلا، لا يمكن. لأن جسد الرب يعطى عنا خلاصًا وغفرانًا للخطايا وحياة أبدية لكل من يتناول منه.
كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
فكيف نشرح هذا من الناحية اللاهوتية..؟

إن المعمودية قد خلصتك من الخطيئة الأصلية، وهذا هو الخلاص الأول الذي نلته. والمعمودية قد صيرتك ابنا لله وجعلتك مستحقًا لنوال استحقاقات الدم. ولكنك في كل يوم تخطئ، وتحتاج أن تمحى خطيئتك بالدم (إن قلنا أنه ليس لنا خطيئة، نضل أنفسنا وليس الحق فينا) (1يو 1: 8) أنت إذن في كل يوم تخطئ وتحتاج إلى جسد المسيح المذبوح عنك. تحتاج إلى الذبيحة المقدسة كفارة لخطاياك. وما الذبيحة المقدسة في سر الافخارستيا سوى امتداد لذبيحة المسيح. لذلك لا يمكن أن تخلص من خطاياك بدونها، هذه التي تعطى عنا خلاصًا وغفرانا للخطايا. كما أن بها نثبت في الرب كما قال.
قد يأتيك إنسان ويقول لك: أتريد أن تخلص..؟ اطرح نفسك تحت قدمي المسيح، وقل له: اقبلني يا يسوع!! هذا الكلام يا إخوتي يحتاج إلى إجراءات تنفيذية.. أتريد أن يقبلك المسيح..؟ هناك طريق للخلاص يقبلك به: تموت مع المسيح وتدفن معه بالمعمودية فيقبلك. تمسح بالروح القدس فيقبلك. تأكل جسده وتشرب دمه لكي تثبت فيه وهذا يقبلك. تعترف بخطاياك فيقبلك..
هذا هو الطريق العملي الذي يقبلك بها الرب. أما أن تطلب منه قبولك دون أن تسير في طريقه الذي رسمه، فهذا كلام لائق.
وبالمثل نقول عن عبارة (سلم حياتكم ليسوع)..! ما أسهل أن يلفظ إنسان مثل هذا الكلام، وما أصعب أن ينفذه..! هل تظنون تسليم الحياة شيء هين؟! إن كل جهادنا الروحي يتركز في هذه العبارة (تسليم الحياة)! ففيها يسلم الإنسان إرادته للرب، ويسلم قلبه وعواطفه، ويسلم الإنسان إرادته للرب، ويسلم قلبه وعواطفه، ويسلم عزيمته، ويسلم فكره.. أي يعمل أعمالًا تليق بالتوبة.
وإن كنا نتكلم عن سر الافخارستيا فلابد أن نسبقه بكلام عن سر التوبة.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 01:54 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

سر التوبة
هل تلزم التوبة للخلاص..؟ نعم بل انه بدون التوبة لا يكون لك خلاص.. لعلك تسأل: كيف هذا..؟ إنني آمنت وتعمدت وتبررت.... نعم انك قد تعمدت، ونجوت من الخطيئة الأصلية، ولكن ماذا عن خطاياك الفعلية التي ترتكبها كل يوم، أين تهرب منها؟ وكيف تهرب منها؟
هل الإيمان والمعمودية يجعلانك لا تخطئ بعدهما أبدأ؟! كلا بلا شك. هوذا يوحنا الرسول يقرر بأنه (إن قلنا إنه ليس لنا خطيئة نضل أنفسنا وليس الحق فينا) (1 يو 1: 8). وذلك لأنه (ليس أحد صالحًا إلا واحد وهو الله) (مت 19: 17). لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا) (يع 3: 2) وليس أحد لا خطيئة ولو كانت حياته يومًا واحدًا على الأرض كما نصلى في أوشية الراقدين.. فماذا نقول عن هذه الخطايا كلها..؟ كيف يخلص منها الإنسان..؟ أليس بالتوبة..؟

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
لعل أحد يهمس في أذنك قائلا: (آمن فقط.. آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك).. ‍‍! إن هذه الآية أيها الأخ الحبيب قد قلناها فيما مضى قبل المعمودية. أما عن خطاياك بعد المعمودية فينصحك بخصوصها يوحنا الرسول قائلًا ك (إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم) (1يو 1: 9). وعنها يقول الكتاب: (من يكتم خطاياه لا ينجح.. ومن يقر بها ويتركها يرحم) (أم 28: 13).. من أجل هذا وضعت لنا الكنيسة المقدسة سر التوبة.
فما دام الإنسان المؤمن معرضًا للسقوط في كل وقت، ومعرضًا للهلاك بخطيئته على الرغم من إيمانه، وما دام الإنسان في حرب دائمة ضد الخطيئة كثيرًا ما يزل فيها ويعثر ويسقط كل يوم، لذل وضع الله لنا التوبة نتجدد بها ونتطهر ونغتسل من خطيتنا. والتوبة عمل لا ينكر أحد من البروتوستانت أهميته ولزومه ويدخل في التوبة الندم والنوح والاعتراف والعزيمة على ترك الخطيئة، وكلها أعمال.
لا أقول أنه بالتوبة وحدها يخلص الإنسان، فالتوبة بدون دم المسيح لا فائدة منها. ولكنى أقول أن التوبة تجعل الإنسان مستحقًا لأن يغتسل وتطهر بدم المسيح فيخلص.
دم المسيح مثل كنز عظيم، ولكننا نقترب إليه بالتوبة، ونأخذ منه فنغتني. أما إذا لم نستعمل التوبة، فان الكنز يبقى كنزا محتفظًا بقيمته، ونبقى نحن بعيدين عنه، فقراء نهلك جوعًا. حنان الأب موجود، والثوب الجديد موجود والعجل المسمن موجود، ولكن على الابن الضال أن يقترب إلى الآب بالتوبة ليحظى بكل هذه.. فلنعترف إذن بأن: (الله أعطى الأمم التوبة للحياة) (أع 18).
إن أهمية التوبة يوضحها قول السيد المسيح له المجد: (إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون) (لو 13: 3).
فهذه الآية تدل على أن التوبة وسيلة للخلاص تنجى من الهلاك، وتدل أيضا على أنه بدون التوبة يهلك الإنسان الخاطئ. (فالله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا متغاضيًا عن أزمنة الجهل) (أع 17: 30). وليس أن يتوبوا فقط، وإنما يتبع ذلك أيضًا أن يعملوا (أعمالا تليق بالتوبة) (أع 26: 20).
هذه التوبة ينادى بها الرسل والقديسين كوسيلة للخلاص من الهلاك المعد للخطاة.
فبطرس الرسول يقول عن الله أنه (يتأنى علينا، وهو لا يشاء أن يهلك أناس، بل أن يقبل الجميع إلى التوبة ) (2 بط 3: 9) فهنا مقابلة بين التوبة والهلاك، تعنى أن من يقبل إلى التوبة يخلص وينجو من الهلاك، والعكس بالعكس..
وبولس الرسول يشرح الغضب المعد لغير التائبين الذين يتعرضون لدينونة الله العادلة فيقول: (أم تستهين. بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته، غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة. ولكنه من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبا ليوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة الذي سيجازى كل واحد حسب أعماله) (رو 2: 4-6).
هذه التوبة لم يطلبها الله من الأمم فقط ومن غير المؤمنين،
وإنما طلبها أيضا في سفر الرؤيا من ملائكة كنائس آسيا.
فقال لملاك كنيسة أفسس (فاذكر من أين سقطت وتب، واعمل الأعمال الأولى. وإلا فإني آتيك عن قريب وأزحزح منارتك من مكانها إن لم تتب) (رؤ 2: 16) وقال لملاك كنيسة ساردس: (فاذكر كيف أخذت وسمعت واحفظ وتب. فإني إن لم تسهر أقدم عليك كلص، ولا تعلم أية ساعة أقدم عليك) (رؤ 3: 3). وقال أيضًا لملاك كنيسة لاوديكيا: (كن غيورًا وتب ) (رؤ 3: 19).
لا تظن يا أخي إن خطية آدم وحده هي التي كانت تستحق الموت.
وإنما عموما أجرة الخطيئة هي موت. وكل خطية ترتكبها بعد معموديتك يمكن أن تكون سببًا في هلاكك إن لم تتب.
وسر التوبة في الكنيسة يسمى أيضا سر الاعتراف. فأنت تحتاج أن تأتى وتقر بخطاياك لكي تأخذ عنها حلًا من الكاهن فتغفر لك.
وقد مارست الكنيسة المقدسة سر الاعتراف منذ البدء. ففي أيام الرسل يقول الكتاب: (كان كثيرون من الذين آمنوا يأتون مقرين ومخبرين بأفعالهم) (أع 19: 18) وحتى قبل الرسل يقول الكتاب عن يوحنا المعمدان: (واعتمدوا منه في الأردن معترفين بخطاياهم، (مت 3: 6).
في طريق خلاصك إذن، ليتك تستفيد من قول السيد المسيح لتلاميذه: (.. اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت) (يو 20: 22، 23).
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الخلاص في المفهوم المسيحي الأرثوذكسي † عظه للبابا شنوده الثالث † 1987
كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
بدع حديثة كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 05:13 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024