منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18 - 02 - 2014, 01:54 PM   رقم المشاركة : ( 21 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

الأعمال الصالحة


كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
تكلمنا الآن عن الخلاص بدم المسيح،
وكيف أن استحقاق دم المسيح يلزم له الإيمان،
والمعمودية،
وسر المسحة المقدسة، وسر التوبة، وسر الافخارستيا.
وبقى أن نتحدث عن الأعمال ومركزها في قضية الخلاص. وقد أفردنا لهذا الموضوع فصلا خاصًا لأهميته
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 01:55 PM   رقم المشاركة : ( 22 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

أهمية الأعمال في موضوع الخلاص

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
أعمال الإنسان أما صالحة وأما شريرة.
فالأعمال الشريرة تهلك الإنسان وتفقده خلاصه. أما الأعمال الصالحة فهي لازمة للخلاص. عدم وجودها يدل على أن الإيمان ميت، وعلى أنه لا ثمرة له. ولكن الأعمال الصالحة وحدها لا تكفى للخلاص بدون إيمان وبدون معمودية وبدون استحقاقات دم المسيح.
هذه الأعمال الصالحة هي ثمرة الإيمان
وبرهان على وجود الإيمان، وبها نكمل الإيمان، كما سنشرح ذلك بالتفصيل فيما بعد. وقد طلب الله هذه الأعمال الصالحة وأمر بها، وحدد عقوبات على من يهملها.
وستكون الدينونة في اليوم الأخير بحسب الأعمال.
إن الأعمال الصالحة لا يتم الخلاص بسببها، ولكنه لا يتم بدونها.
فالخلاص لا يكون إلا بدم المسيح وحده، ولكن الأعمال تؤهل لاستحقاق هذا الدم.
على أنه يلزمنا أن نوجه الانتباه إلى أمر هام جدًا وهو أن أعمال الإنسان الصالحة تحتاج إلى مؤازرة من النعمة.
فقد قال المسيح له المجد: (بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئًا) (يو 15: 5) فأعمالنا الصالحة هي نتيجة لاشتراك إرادتنا مع عمل الروح القدس فينا.
إن نصوص الكتاب المقدس التي تقلل من قيمة الأعمال، هذه أما أن يكون المقصود منها هو أعمال الناموسكالختان والممارسات الطقسية وحفظ الأيام والشهور وما إلى أن يكون المقصود منها هو مهاجمة الأعمال غير المبنية على دم المسيح وفدائه. كأعمال غير المؤمنين والوثنيين.. الخ.. أما أعمال بدون إيمان. أو أعمال سابقة على الإيمان.
وسنحاول أن نتناول هذه النقاط جميعًا واحدة فواحدة حسبما تعطى نعمة الرب من معونة.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 01:57 PM   رقم المشاركة : ( 23 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

الأعمال الشريرة تؤدي إلى الهلاك

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
وهذا أمر طبيعي. لأن الله كما انه كامل في رحمته، كذلك الأمر هو أيضًا كامل في عدله.
وما دامت (أجرة الخطيئة هي موت) (رو 6: 23).
فلابد أن ينال الخاطئ عقوبة خطيئته. حقيقي أن المسيح قد مات عنا، ولكن لا يتمتع باستحقاق موت المسيح سوى التائبين.
وإلا كان هذا الخلاص المجاني بابًا مفتوحًا للاستهتار والفساد،
وتصريحًا بارتكاب الخطيئة دون خوف من عقوبتها، اعتمادًا على دم المسيح وكفارته التي وفت كل شيء!!!
لذلك يقول بولس الرسول في هذا المعنى: "فماذا نقول..؟"
أنبقى في الخطيئة لكي تكثر النعمة؟‍! حاشا. نحن الذين متنا عن الخطيئة، كيف نعيش بعد فيها؟!
إّن لا تملكن الخطيئة في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواته) (رو 6: 10-12).
ويتابع بولس الرسول في حديثه فيقول: فماذا إذن أنخطئ لأننا لسنا تحت الناموس بل تحت النعمة؟! حاشا.
ألستم تعلمون أن الذي تقدمون ذواتكم له عبيدًا للطاعة أنتم عبيد للذي تطيعونه. أما للخطيئة للموت أو للطاعة للبر) (رو 6: 15، 16).
وفى هاتين الآيتين بين لنا الرسول أننا لو أطعنا الخطيئة -ونحن تحت النعمة- فإنها تكون طاعة للموت.
وما دامت للموت، فمعناها فقداننا للحياة الأبدية التي لنا في المسيح يسوع.
ما أهم هذه الآيات، وخاصة لأنها كلام الوحي على لسان بولس الرسول الذي هو أكبر رسول يعتمد عليه البروتستانت في موضوع النعمة والتبرير بالإيمان.
وأيضًا لأنها آيات من الرسالة إلى رومية وهى الرسالة الأولى والأساسية التي يعتدون عليها في هذا الموضوع (انظر أيضًا غلا 2: 17).
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 01:59 PM   رقم المشاركة : ( 24 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

نصوص حول الأعمال الشريرة من رسائل بولس الرسول
ما أكثر نصوص الكتاب التي تدل على أن الأعمال الشريرة تؤدى إلى الهلاك.
· (غل 5: 19 – 21):
(وأعمال الجسد ظاهرة التي هي زنا، عهارة، نجاسة، دعارة، عبادة الأوثان، سحر، عداوة، خصام، غيرة، سخط، تحزب، شقاق، بدعة، حسد، قتل، سكر، بطر، وأمثال هذه التي
سبق فأقول لكم عنها كما سبقت فقلت أن الذين يفعلون هذه لا يرثون ملكوت الله). إذن فالإيمان مع مثل هذه الأعمال الشريرة – لا يفيد شيئًا ولا يخلص وحده الإنسان..
· (أف 5: 5، 6):

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
(فإنكم تعلمون هذا، إن كل زان أو نجس أو طماع الذي هو عابد للأوثان، ليس له ميراث في ملكوت المسيح والله. لا يغركم أحد بكلام باطل، لأنه بسبب هذه الأمور يأتي غضب الله على أبناء المعصية).
· (1كو 6: 9، 10):
(2م لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله لا تضلوا. لا زناة، ولا عبدة أوثان، ولا فاسقون، ولا مأبونون، ولا مضاعجو ذكور، ولا سارقون، ولا شتامون، ولا خاطفون، يرثون ملكوت الله.
· (عب 13: 4):
(أما العاهرون والزناة فسيدينهم الله)..
هذه آيات صريحة يقدم بها بولس الرسول ما يزيد عن عشرين عملا تغلق ملكوت الله أمام المؤمن اذا أخطأ..
ويتحدث بولس الرسول -رسول النعمة والتبرير- بعنف شديد في رسالته إلى العبرانيين فيقول:
(فانه ان أخطانا باختيارنا بعدما أخذنا معرفة الحق، لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا، بل قبول دينونة مخيف، وغيرة نار عتيدة أن تأكل المضادين).
(فكم عقابًا أشر تظنون أنه يحسب مستحقًا من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قدس به دنسًا، وازدرى بروح النعمة. فاننا نعرف الذي قال لي الانتقام أنا أجازى يقول الرب، وأيضًا الرب يدين شعبه. مخيف هو الوقوع في يدى الله الحى).
ونفس المعنى الموجود في الآيتين الأولين يقول في شدة ما يشبهه في موضوع آخر من الرسالة (عب 6: 4-8):
· (رو1: 8)
(لأن غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس واثمهم).
(كو 3: 5، 6)
(فأميتوا أعضاءكم التي على الأرض: الزنا، النجاسة، الهوى، الشهوة الرديئة، الطمع الذي هو عبادة الأوثان. الأمور التي من أجلها غضب الله على أبناء المعصية).
· (2تس 1: 8، 9):
(.. معطيًا نقمة للذين لا يعرفون الله، والذين لا يطيعون انجيل ربنا يسوع المسيح، الذي سيعاقبون بهلاك أبدى من وجه الرب).
نلاحظ هنا أنه جعل الهلاك الأبدى عقوبة للأمرين معًا: ترك الإيمان، وترك الأعمال. فعبارة (الذين لا يعرفون الله) خاصة بعدم الإيمان، وعبارة (الذين لا يطيعون الانجيل) خاصة بترك الأعمال.
· (رو 2: 8-10):
(وأما الذين هم من أهل التحزب ولا يطاعون للحق بل يطاعون للاثم، فسخط وغضب. شدة وضيق على كل نفس إنسان يفعل الشر، اليهودى أولا ثم اليونانى. ومجد وكرامة وسلام لكل من يفعل الصلاح، اليهودى أولا ثم اليونانى) نلاحظ هنا أيضًا ليس فقط عقوبة الأعمال الشريرة، بل أيضا مكافأة الأعمال الصالحة.
كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
تعليق

أوردنا فيما سبق آيات من عقوبة الخطيئة، وكيف أن المؤمن إذا أخطأ يهلك بخطيئته. وإن الأعمال الشريرة تجعل الذي يخطئ لا يرث ملكوت الله، ويقع عليه غضب الله، ويعتبر من أبناء المعصية، ويتعرض لدينونة مخيفة، وغيرة نار تاكله، ويعاقب بهلاك أبدى من وجه الرب، وتقع على نفسه شدة وضيق، ويدينه الله.
وكل هذا ذكره بولس الرسول، الذي تحدث باسهاب عن النعمة والتبرير بالإيمان. وقد بدأنا وذكرنا هذه الآيات حتى على ضوئها نفهم الآيات الخاصة بالنعمة والإيمان التي ذكرها بولس الرسول نفسه..
حتى لا يبدو لأحد أن لبولس الرسول تعليمًا آخر، وإنما هو أيضًا علم -في كل رسالة تقريبًا- بأن الخطايا تغلق ملكوت السموات.. بل أنه علم كذلك بأن الأعمال الشريرة تلغى عمل الإيمان، فقال في رسالته إلى تيطس:
(يعترفون بأنهم يعرفون الله، ولكنهم بالأعمال ينكرونه، إذ هم رجسون غير طائعين ومن جهة كل عمل صالح مرفضون).
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 02:00 PM   رقم المشاركة : ( 25 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

نصوص حول الأعمال الشريرة من رسائل الكاثوليكون
نصوص أخرى من غير رسائل بولس الرسول:
· (2 بط 2: 4 – 22):
(لأنه إن كان لم يشفق على ملائكة قد أخطأوا. بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم وسلمهم محروسين للقضاء، ولم يشفق على العالم القديم.. يلم الرب أن ينقذ الأتقياء من التجربة، ويحفظ الأثمة إلى يوم الدين معاقبين. ولا سيما الذين يذهبون وراء الجسد في شهوة النجاسة.. فسيلكون في فسادهم، آخذين أجرة الإثم..
الذين قد حفظ لهم قتام الظلام إلى الأبد.. لأنه إن كانوا بعدما هربوا من رجاسات العالم بمعرفة الرب والمخلص يسوع المسيح، يرتبكون أيضًا فيها فينغلبون، فقد صارت لهم الأواخر أشر من الأوائل.

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
لأنه كان خيرًا لهم لو لم يعرفوا طريق البر، من أنهم بعدما عرفوا يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم. قد أصابهم ما في المثل الصادق: (كلب قد عاد إلى قيئه، وخنزيرة مغتسلة إلى مراغةالحمأة) واضح من النصوص الأخيرة أنه يتكلم عن مؤمنين يهلكون.
· (1بط 4: 17، 18)
(.. فما هي نهاية الذين لا يطيعون إنجيل الله..؟ وإن كان البار بالجهد يخلص، فالفاجر والخاطئ أين يظهران)
· (أع 5: 9):
(فقال لهما بطرس ما بالكما اتفقتما على تجربة روح الرب (هوذا أرجل الذين دفنوا زوجك على الباب وسيحملونك خارجًا. فدخل الشباب ووجدوها ميتة، فحملوها خارجًا ودفنوها بجانب رجله)
أن هلاك حناينا وسفيرا دليل على أن العمل الشرير يهلك، وإن الإيمان وحده لا يكفى. فقد كان الاثنان مؤمنين بالمسيح، ولكن قلبهما لم يكن مستقيمًا فهلكا. ويقول الكتاب انه بعد موتهما:
(صار خوف عظيم على الكنيسة، وعلى جميع الذين سمعوا بذلك)
· (رؤ 21: 8):
(وأما الخائفون، وغير المؤمنين، والرجسون، والقاتلون، والزناة، والسحرة، وعبدة الأوثان، وجميع الكذبة، فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذي هو الموت الثاني).
· (رؤ 18: 7)
(بقدر ما مجدت نفسها وتنعمت، بقدر ذلك أعطوها عذابا وحزنًا)
*(1يو 3: 15):
كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس. وأنتم تعلمون أن كل قاتل نفس ليست له حياة أبدية ثابتة فيه).· (يع 3: 1، 2):
(لا تكونوا معلمين كثيرين يا إخوتي، عالمين أننا نأخذ دينونة أعظم، لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنًا)
· (يع 5: 1، 9):
(هلم الآن أيها الأغنياء ابكوا مولولين على شقاوتكم القادمة..
لا يئن بعضكم على بعض أيها الأخوة لئلا تدانوا. هوذا الديان واقف قدام الباب).
كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
تعليق:

رأينا من النصوص السابقة أن خطايا كثيرة تسبب الهلاك، وتلقى في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت، وتجلب العذاب والحزن، وتحرم من الحياة الأبدية، وتلقى إلى الشقاء، وإلى الدينونة، سواء منها الخطايا التي تبدو خطيرة، أو الخطايا التي يستهين بها البعض مثل التعليم الكثير، والغنى الزائد وبخس الأجراء، وبغضة الأخ.. الخ.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 02:02 PM   رقم المشاركة : ( 26 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

تعليم المسيح عن الأعمال الشريرة والهلاك
وهذا الأمر هو تعليم السيد المسيح نفسه:
· (يو 5: 28، 29)
(فانه تأتى ساعة يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة).
· (مت 13: 40-42)
(فكما يجمع الزوان ويحرق بالنار، وهكذا يكون في انقضاء العالم. يرسل ابن الإنسان ملائكته، فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم، ويطرحونهم في أتون النار. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان).
· (مت 7: 19، 20):

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
(كل شجرة لا تصنع ثمرًا جيدا ًتقطع وتلقى في النار. فإذن من ثمارهم تعرفونهم)
نلاحظ في كل النصوص السابقة انه لم يتكلم عن طرح غير المؤمنين في النار أو الدينونة وإنما (الذين عملوا السيئات) و(من لا يصنع ثمرًا جيدًا).
والنصوص المقبلة تظهر بوضوح أن الإيمان وحده لا فائدة منه للخلاص إذًا لم يصحب بأعمال صالحة:
· (مت 7: 21 – 23):
(ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات، بل الذي يفعل إرادة أبى الذي في السموات. كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب، أليس تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات..؟ فحينئذ أصرح لهم إني لم أعرفكم قط اذهبوا عنى يا فاعلي الإثم).
نلاحظ في هذه الآيات أن هؤلاء الهالكين لم يكونوا مؤمنين فحسب وإنما أيضًا أصحاب مواهب ومعجزات.
· (مت 25: 41 – 46):
(ثم يقول أيضًا للذين عن اليسار: اذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته. لأني جعت فلم تطعموني،عطشت فلم تسقوني، كنت غريبًا فلم تأووني، عريانًا فلم تكسوني، مريضًا ومحبوسًا فلم تزوروني. حينئذ يجيبونه هم أيضًا قائلين يا رب متى.. فيمضى هؤلاء إلى عذاب أبدى، والأبرار إلى حياة أبدية).
نلاحظ هنا أن هؤلاء الهالكين، لم يكونوا قتلة أو فسقة أو عبدة أوثان. وإنما مجرد عدم إطعام الجائع، ومجرد عدم زيارة المريض، كان سببًا في هلاكهم..
· (لو 13: 3، 5)
(إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون).
· (مت 5: 29، 30)
(فان كانت عينيك اليمنى تعثرك، فاقلعها والقها عنك. لأنه خير لك أن يهلك احد أعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم، وإن كانت يدك اليمنى تعثرك..)
نلاحظ هنا أن سبب الإلقاء في جهنم لم يكن عدم الإيمان، وإنما كانت خطية واحدة من خطايا الجسد، مثل شهوة العين التي تقود إلى الزنا، أو السرقة مثلا ً.
· (لو 13: 24 – 28):
(واجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق: فإني أقول لكم إن كثيرين سيطلبون أن يدخلوا ولا يقدرون، من بعد ما يكون رب البيت قد قام وأغلق الباب. وابتدأتم تقفون خارجًا وتقرعون الباب قائلين يا رب افتح لنا. فيجيب ويقول لكم لا أعرفكم من أين أنتم، تباعدوا عنى يا جميع فاعلي الإثم. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان..)
(هنا يكلم مؤمنين يقولون له يا رب يا رب.. ولكنهم هلكوا لأنهم كانوا فاعلي إثم).
· (مت 19: 24):
(مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غنى إلى ملكوت الله)
[ أي هناك من سيفقدون الملكوت، لا بسبب عدم إيمانهم بل بسبب مخاطر الغنى].
· (مت 12: 26)
(ولكن أقول لكم ان كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابًا يوم الدين، لأنك بكلامك تبرر وبكلامك تدان)
[إن ايمان الإنسان لا ينفى وقوعه في الدينونة بسبب كلامه].
هنا نتذكر قول معلمنا القديس باسيليوس الكبير: ماذا يفيدنى لو عملت كل البر، ثم أقول لأخى يا أحمق فأكون مستحقًا نار جهنم،
لأن ربنا يسوع المسيح يقول: ومن قال لأخيه يا أحمق يكون مستحق نار جهنم) (متى 5: 22)
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 02:04 PM   رقم المشاركة : ( 27 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

الدينونة حسب الأعمال
هذه حقيقة واضحة تبين أهمية أعمال الإنسان.
في العهد القديم يقول داود في المزمور (لك يا رب الرحمة لأنك تجازى الإنسان كعمله) (مز 62: 12)، ويقول سفر الجامعة (لأن لله يحضر كل عمال إلى الدينونة، على كل خفي أن كان خيرًا أو شرًا) (جا 12: 14).
وفى العهد الجديد تأكدت هذه الحقيقة من فم السيد المسيح وأفواه رسله القديسين، وفي هذا يقول السيد الرب (فان ابن الإنسان سوف يأتي مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازى كل واحد حسب عمله) (مت 16: 27). كما قال أيضًا (فانه تأتى ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة لحياة، والين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة) (يو 5: 28، 29) لاحظوا أن يتكلم في هذه الآية عن الأعمال (الذين فعلوا الصالحات.. والذين عملوا السيئات).

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
وليست الدينونة على الأعمال فقط، بل حتى على الكلام. ولذلك يقول (بكلامك تبرر وبكلامك تدان) (متى 12: 36).
وهذا الأمر واضح واضح في سفر الرؤيا. إذ أن الرب أرسل إلى كل ملاك من ملائكة الكنائس السبع يقول له (أنا عارف أعمالك) (رؤ 1: 2، 3). كما قال الرب صراحة (وها أنا آتى سريعًا وأجرتي معي، أجازى كل واحد كما يكون عمله) (رؤ 22: 12).
وقد قيل في هذا السفر (طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن نعم يقول الروح! لكي يستريحوا من أتعابهم، وأعمالهم تبعهم) (رؤ 14: 13). وقيل أيضًا (ودين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم) (رؤ 20: 12).
وصورة الدينونة التي شرحها لنا الرب يسوع من حيث كلامه الذي قوله للذين عن اليمين، وكلامه للذين على اليسار، هي صورة دينونة حسب الأعمال. إذا أنه قال للذين عن اليمين (جعت فأطعمتموني عطشت فسقيتموني، كنت غريبًا فآويتموني..). وبناءًا على هذه الأعمال الصالحة قال لهم تعالوا يا مباركي أبى، رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم) (مت 25: 31-46)..وبالمثل فعل مع الأشرار، دانهم حسب أعمالهم.
إذن يكفى أن يقصر الإنسان في إطعام الجياع أو زيارة المرضى، وإذ يخلو قلبه من هذه الرحمة يفقد الملكوت، مهما كان له من إيمان، ومهما كان له من ثقة جوفاء في داخله لا تغنيه شيئًا!! ما أخطر العبارة التي قالها معلمنا يعقوب الرسول (ما المنفعة يا أخوتي إن قال أحد أن له إيمانًا ولكن ليس له أعمال. هل يقدر الإيمان أن يخلصه؟!) (يع 2: 14).
وكون الدينونة حسب الأعمال، حقيقة تكلم عنها بولس الرسول كثيرًا. فقال لأنه لا بد أننا جميعًا نظهر أمام كرسي المسيح، لينال كل واحد ما كان بالجسد يحسب ما صنع خيرًا كان أم شرًا (2 كو 5: 10). وقال أيضًا: (ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر نفسك غضبًا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة الذي سيجازى كل واحد حسب أعماله)" (رو 2: 5-7).
وتلخيصًا للدينونة حسب الأعمال، قال بولس الرسول كذلك "فإن الذي يزرعه الإنسان، إياه يحصد أيضًا. لأن من يزرع لجسده، فمن الجسد يحصد فسادًا. ومن يزرع للروح يحصد حياة أبدية" (غل 6: 7، 8). كما قال "فعمل كل واحد سيصير ظاهرًا، لأن اليوم سيبينه وستمتحن النار كل واحد ما هو" (1 كو 3: 13).
وقال أيضًا "كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه"، ولم يقل "بحسب إيمانه" أو "بحسب النعمة"...
وعن الدينونة حسب الأعمال قال بطرس الرسول عن الأب "الذي يحكم بغير محاباة حسب عمل كل واحد، فسيروا زمان غربتكم بخوف" (1 بط 1: 17).
فإن كانت الأعمال على هذه الدرجة من الخطورة -خيرًا كانت أم شرًا- بحيث يدان الإنسان بموجبها، فهل يجرؤ أحد أن يقلل من قيمة الأعمال وأهميتها؟!
إن كان الله لا ينسى "كأس الماء البارد" فلا يضيع أجره، ولا ينسى أبدًا تعب المحبة، "إذن يا أخوتي الأحباء كونوا راسخين غبر متزعزعين، مكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلًا في الرب" (1 كو 15: 58).
إن الأعمال هامة جدًا في طريق خلاصنا، وهامة في تحديد مصيرنا الأبدي، فلنتأمل إذن كم هي لازمة....
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 02:05 PM   رقم المشاركة : ( 28 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

الأعمال ثمار لازِمة للإيمان
* الأعمال ثمار للإيمان، الإيمان الحي لا بد أن يثمر، وهو يثمر أعمالًا صالحة. هذه الأعمال دليل على وجود الإيمان وحيويته. وهى أيضًا ثمار لعمل الروح القدس فينا، وثمار لازمة لحياة التوبة التي نحياها.
فهل يطلب الله هذه الأعمال؟ أو يطلب هذه الثمار؟ نعم يطلبها، ويشدد في ذلك...
وقف يوحنا المعمدان ينادى قائلًا " اصنعوا ثمارًا تليق بالتوبة، ولا تبتدئوا تقولون في أنفسكم لنا إبراهيم أبًا..." (لو 3: 8). إن اختيار الله لكم، ليس معناه أن تخلصوا بدون الأعمال. لا بد أن تصنعوا ثمارًا تليق بالتوبة. وإن لم نصنع؟ إن لم تصنعوا ثمرًا فنهايتكم تكون الهلاك. وما الدليل؟

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
يستطرد يوحنا المعمدان – أعظم من ولدت النساء – فيقول " والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجرة. فكل شجرة لا تصنع ثمرًا جيدًا تقطع وتلقى في النار" (لو 3: 9) أي أن الذي لا يعمل أعمالًا صالحة يهلك. تحتج قائلًا أن لي إبراهيم أبًا، أنا مولود من الله، أنا تبررت وتقدست وتجددت. أقول لك " أصنع ثمارًا تليق بالتوبة".
هذه الكلام لم يقله يوحنا المعمدان فقط، لكننا في العهد الجديد أيضًا نجد بولس الرسول يقول " أخبرت أولًا الذين في دمشق وفي أورشليم حتى جميع كورة اليهودية، ثم الأمم، أن يتوبوا ويرجعوا إلى الله، عاملين أعمالًا تليق بالتوبة" (أع 26: 20).
وفى رسالته إلى تيطس يقول " صادقة هي الكلمة، أريد أن تقرر هذه الأمور لكي يهتم الذين آمنوا بالله أن يمارسوا أعمالًا حسنة". لماذا أيها القديس العظيم؟ يكمل معلمنا بولس كلامه فيقول"... وليتعلم من لنا أيضًا أن يمارسوا أعمالًا حسنة.... حتى لا يكونوا بلا ثمر" (تى 3: 8، 14).
الأعمال إذن هي ثمرة الإيمان، إن كان لك إيمان، ولا يعطى ثمرًا فهو إذن إيمان ميت، لأنه لو كان حيًا لأعطى ثمرًا.
وهذه المسألة يشرحها باستفاضة معلمنا يعقوب الرسول فيقول " ما المنفعة يا أخوتي إن قال أحد أن له إيمان ولكن ليس له أعمال. هل يقدر الإيمان أن يخلصه؟!" (يع 2: 14). أنت مؤمن بالمسيح وتقول أن دم المسيح قد طهرني وقد جددني وقد بررني، حسن هذا جدًا، ولكن إن لم تكن لك أعمال، فهل يقدر هذا الإيمان أن يخلصك؟! لأن يعقوب الرسول يثبت في صراحة تامة عجز الإيمان عن تخليص إنسان ليست له أعمال.
فهل يعقوب الرسول هو الوحيد الذي هاجم مثل هذا الإيمان الميت؟ كلا، بل إن بولس الرسول قال أيضًا " إن كان لي الإيمان حتى أنقل الجبال، ولكن ليس لي محبة فلست شيئًا" (1 كو 13: 2) إن كنت حقًا ابنًا لله، وهيكلًا لله، والروح القدس يحيا فيك، فينبغي أن تكون لك أعمال هي ثمار الروح فيك. ومعلمنا بولس الرسول يشرح هذه الثمار فيقول: " وأما الروح فهو محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح إيمان، وداعة، تعفف" (غل 5: 22) فهل توجد فيك هذه الثمار؟ إن كانت لا توجد، فما الدليل على أن الروح القدس يعمل فيك؟!
إن الشجرة التي لا تثمر، هي شجرة مائتة. وقد قال السيد المسيح له المجد " كل شجرة لا تصنع ثمرًا جيدًا، تقطع وتلقى في النار، فإذن من ثمارهم تعرفونهم. ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات، بل الذي يفعل إرادة أبى الذي في السموات" (مت 7: 19- 21).
وهنا نرى أن السيد الرب قد ربط بين الخلاص والثمر الجيد الذي يدل عليه عمل إرادة الآب.
ولأهمية هذه الثمار قال الرب في توبيخه لليهود (لذلك أقول لكم ان ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثمارًا) (مت 21: 43).
وقد شح لنا الرب كيف أنه أزمع أن يقطع التينة التي لم تصنع ثمرًا، فتوسل إليه الكرام قائلًا (يا سيد أتركها هذه السنة أيضًا حتى أنقب حولها وأضع زبلًا.
فان صنعت ثمرًا والا ففيما بعد تقطعها) (لو 13: 6-9) فان كنت تخشى أيها الأخ على نفسك من هذا القطع، فاسرع الآن واعمل أعمالًا تليق بأبناء الله. لا تستهن بقيمة الأعمال، فقد وضعت الفأس على أصل الشجرة.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 02:06 PM   رقم المشاركة : ( 29 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

الأعمال برهان على وجود الإيمان والولادة من الله
الأعمال برهان على وجود الإيمان:

يقول مار يعقوب الرسول (أرني إيمانك بدون أعمالك. وأنا أريك بأعمالي إيماني) (يع 2: 18). أي أن الأعمال تدل على وجود الإيمان. وهذا واضح من قول الكتاب (من ثمارهم تعرفونهم.. كل شجرة جيدة تصنع أثمارًا جيدة. وأما الشجرة الرديئة فتصنع أثمارًا ردية) (متى 7: 16، 17).
كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
الأعمال برهان على الولادة من الله:

وذلك لأن الكتاب يقول (أن علمتم أنه بار هو، فأعلموا أن كل من يصنع البر مولود منه) (1يو 2: 29). ويقول أيضًا (كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية) (1يو 3: 9). واعتبر أن هذا هو المميز لأولاد الله، فقال بعدها (بهذا أولاد الله ضاهرون، وأولاد إبليس (ظاهرون)) (1يو 3: 10).
وهذا يشبه ما قاله الرب لليهود المفتخرين باطلًا ببنوتهم لإبراهيم: (لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون إبراهيم) (يو 8: 39). فاتخذ الأعمال دليلًا على البنوة.

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
وقد دافع بولس الرسول أيضًا عن هذه النقطة فقال (لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أولاد الله) (رو 8: 14).
إن كان أولاد الله هم هؤلاء الأبرار. فبماذا نسمى الخطاة؟ سماهم الكتاب (أولاد الأفاعي) (متى 3: 7). وسماهم (أولاد إبليس) (يو 8: 44، 1 يو 3: 10). وسماهم أيضًا (أبناء الغضب) و(أبناء المعصية) (أف 2: 2، 3)
إن أتاك أحد إذن وقال لك إنني ابن لله، لأني تجددت وتبررت وتقدست. فقل له (من ثمارهم تعرفونهم)
الأعمال إذن ثمرة للإيمان، وبرهان على وجود الإيمان وبرهان على البنوة لله. وماذا أيضًا؟ نقول كذلك.
كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
بالأعمال يكمل الإيمان:

فهكذا قال الرسول (وبالأعمال أكمل الإيمان) (يع 2: 22). لقد بلغ الأمر بيعقوب الرسول أنه -عندما تكلم عن الديانة- قال (الديانة الطاهرة النقية عند الآب هي هذه: افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم، وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم) (يع 1: 27). وكل هذه أعمال ولا شك. ولكننا لا نستغل هذه الآية – كما يفعل البعض – وذلك لإيماننا بمبدأ (خطورة استخدام الآية الواحدة).
مادامت الأعمال إذن بهذه الأهمية. فلنتذكر على الدوام قول مار يعقوب (فمن يعرف أن يعمل حسنا، ولا يعمل، فذلك خطية له) (يع 4: 16).
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 02:08 PM   رقم المشاركة : ( 30 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

أهمية السلوك والأعمال الصالحة
ويقول البعض (ما علاقة الخلاص بسلوك الإنسان؟ إن المسألة مسألة إيمان، وليست مسألة سلوك أو أعمال صالحة)!! لذلك سنبين هنا أهمية السلوك وحفظ الوصايا.
· يقول يوحنا الرسول: (إن قلنا أن لنا شركة معه، وسلكنا في الظلمة، نكذب ولسنا نعمل الحق ولكن إن سلكنا في النور كما هو في النور، فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية) (1 يو 1: 6، 7).
اذن سلوكنا في النور له نتيجتان، هما الشركة والتطهير.
سلوكنا في النور، يجعل لنا شركة مع الرب ومع بعضنا البعض. بعكس سلوكنا في الظلمة، فأنه يعطل شركتنا مع الله.

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
وسلوكنا في النور يجعلنا مستحقين أن نتطهر بدم المسيح. لأنه يقول (إن سلكنا في النور.. دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية). (لأن سلكنا في النور). هنا شرط. إذن فاستحقاقات الفداء، والتطهير يستلزم منا أن نسلك في النور. ما أهم هذا السلوك إذن وما أخطر)..
هذا السلوك الحسن ينجينا من الدينونة في اليوم الأخير.
يقول الكتاب (إذن لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع، السالكين ليس حسب الجسد، بل حسب الروح) (رو 8: 1).
أنك بالمسيح يسوع تنجو من الدينونة، ولكن بشرط.. بشرط أن يكون سلوكك روحيًا.
ونلاحظ هنا أن عبارة القديس بولس الرسول تشمل الناحيتين السلبية والايجابية. فمن جهة ينبغي أن يبعد المؤمن عن الشر، فلا يسلك حسب الجسد. ومن الجهة الأخرى ينبغي أن يثمر في الفضيلة، فيكون سالكًا حسب الروح.
· لذلك ما أكثر وصايا آبائنا الرسل عن أهمية السلوك:
يقول القديس بولس في رسالته إلى أهل غلاطية (إن كنا نعيش بالروح، فنسلك أيضًا بحسب الروح) (غل 5: 25). ويشدد على هذه النقطة (اسلكوا بالروح، ولا تكملوا شهوة الجسد) (غل 5: 16) ويأمر أن نسلك (في جدة الحياة) (رو 6: 4).
ويرسل إلى أهل أفسس قائلًا (أسلكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يليق بالدعوة التي دعيتم إليها) (أف 4: 1). ويقول لهم أيضًا (انظروا كيف تسلكون بالتدقيق، لا كجهلاء بل كحكماء) (أف 5: 15)
[انظروا أيضًا 1 تس 2: 12، 4: 1، 1 كو 1: 10، رو 13: 13].
· ومن ثم كان آباؤنا الرسل يمنعون الخلطة بالذين يسلكون بلا ترتيب
لذلك يقول مار بولس في رسالته الثانية إلى تسالونيكى (ثم نوصيكم أيها الاخوة باسم ربنا يسوع المسيح، أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب حسب التقليد الذي أخذه منا) (2 تس 3: 6، 11
· ويرى أباؤنا الرسل أن السلوك الحسن هو علامة المحبة، والدليل على الثبات في المسيح.
فيقول القديس يوحنا الرسول (وهذه هي المحبة أن نسلك بحسب وصاياه) ووصاياه ليست ثقيلة) (1 يو 5: 3). ولعل هذا هو ما قاله الرب نفسه (الذى عنده وصاياى ويحفظها، فهو الذي يحبنى (يو 14: 31).
أما كونها دليل العلاقة به، فقد قال الرب أيضًا (من يصنع مشيئة أبى الذي في السموات، هو أخى وأختى وأمى) (متى 12: 50).
· إن كان سلوك الإنسان على هذه الدرجة من الأهمية: تتوقف عليه شركتنا مع الله ومع الكنيسة، ويتوقف عليه تطهيرنا من خطايانا بدم المسيح، وبه تكون دينونتنا. وهو دليل على محبتنا لله، وتناتنا فيه وعلاقتنا به، فهل يصح أن يتجاهله أحد، قائلًا إن حياتنا ليست مسألة سلوك وإنما إيمان!!
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الخلاص في المفهوم المسيحي الأرثوذكسي † عظه للبابا شنوده الثالث † 1987
كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
بدع حديثة كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 07:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024