تاريخ الفرما .

[ابو ماضى]

الأهمية التاريخية للمدينة :
في كتاب حرب الإسكندرية وهو مذكرات حربية منسوبة إلى الزعيم الروماني يوليوس قيصر وردت عبارة " أن نقطتي الدفاع الرئيسيتين عن مصر هما : فارس ويقصد الإسكندرية في البحر غرباً " وبلوز يوم " في الشرق براً وقد ورد بهذا المعنى نفسه أيضاً بعد قرن من الزمان عند المؤرخ الروماني تكسس قد أضاف إلى هذه العبارة قوله " أن من يحكم الدفاع عن هاتين النقطتين يصبح في وسعة أن يصد أي هجوم على مصر من الشمال مهما كان هذا الهجوم كبيراً أو كاسحاً ومن هاتين العبارتين تتبين أهمية الفرما " بيلوزيوم " كنقطة دفاعية شرقية عن مصر من ناحية الشمال تأتى هاتان العبارتان مصدقتان للأحداث التاريخية في كل الغزوات التي اقتحمت مصر إلى شرقها بدأ من الإمبراطورية الشرقية ماراً بالفرس " قمبيز " ثم الإسكندر المقدوني ومن بعده أتيوخوس الرابع ثم بعد ذلك يوليوس قيصر نفسه .
الفرما في العصر الفرعوني :-
الكل يعلم إن أول الغزوات على مصر واستغلال مواردها الاقتصادية كان على يد الهكسوس وقد دخلوا البلاد عن طريق الجهة الشمالية الشرقية من مصر فكانت نتيجة منطقية لهذا الغزو أن يفكر ملوك مصر في تحصين هذه الحدود بعد أن تم أخراج الهكسوس علي يد أحمس. (1) عندما بدا ديلسبس في حفر قناة السويس عام 1859م اكتشف قطعتان أثريتان موجودتان في متحف بورسعيد فبدأ ديلسبس في تغير مصار قناة السويس إلي موقعها الحالي بعيدا عن موقع مدينة الفرما الأثرية بحوالي 25 كم وهو الموقع الحالي للقناة ومن هنا يتأكد لنا أهمية المنطقة في العصر الفرعوني
العصر اليوناني – الروماني للفرما :
عندما فكر الإسكندر الأكبر في تأسيس إمبراطوريته بدأ يفكر في غزو مصر واستطاع أن يدخل مصر عن طريق الفرع البيلوزى " مدينة الفرما " وعندما قسمت إمبراطوريته أصبحت مصر في يد البطالمة اكتسبت الفرما أهمية كبرى في عصر البطالمة وكانت الفرما لفترة كبيرة نقطة صراع بين البطالمة والسلوقيين "حكام سوريا لذلك أهتم بها البطالمة اهتماما ً كبيرا ً وحصنوها و الاكتشافات و التنقيبات الأثرية عن بعض هذه التحصينات تظهر أهميتها كما شهدت الفرما غزواً رومانياً كان أول غزو روماني مسلح تتعرض له مصر في نضالها ضد الرومان يذكر التاريخ أخر أيام البطالمة عندما دب خلاف بين كيلوباترا و أخيها الأصغر بطليموس الثالث عشر. فرت كيلوباترا إلي سوريا وقد جمعت له جيشاً تحارب به أخاها بطليموس الثالث عشر و في لحظة من اللحظات أصطف الجيشان وجها ً لوجه عند الفرما ثم تدخل يوليوس قيصر في قضية كيلوباترا وتوسط في هذه المسألة لصالحها و أنتهي به الأمر بتوليتها عرش مصر . "1" ولم تستمر طويلا حتي استولي يوليوس قيصر علي حكم مصر وأستمر الحكم الروماني لمصر حتي الفتح العربي. ( 48 ق م ـــ 641م ).