منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18 - 02 - 2014, 03:23 PM   رقم المشاركة : ( 81 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,226,319

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

خلاص مُقَدَّم للجميع


كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
يجيب الكتاب إجابة واضحة عن هذا السؤال فيقول (لأن هذا حسن ومقبول لدى مخلصنا الله، الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون) (1 تى 2: 4). إن الله يريد أن جميع الناس يخلصون وليست مجموعة معينة منهم. محبة الله قد شملت العالم كله. ولذلك فهو يقول (إني أسر بموت الشرير، بل أن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا) (حز 33: 11).
لهذا فانه في قضية الفداء يقول الكتاب (هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية) (يو 3: 16). هنا نرى أن محبته عامة للجميع، للعالم كله. والخلاص مقدم بصفة عمومية لكل من يؤمن به فاديًا وليس لمجموعة معينة.
وهذا المعنى يكرره أيضًا يوحنا الحبيب في الحديث عن ذبيحة المسيح الكفارية، إذ يقول (وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضًا) (1 يو 2: 2). إذن فالسيد المسيح قد قدم الخلاص للجميع، بذل نفسه عن الجميع. هو كفارة لخطايا العالم كله، يريد أن الجميع يخلصون.
هذه العمومية شرحها معلمنا بطرس الرسول فقال (بالحق أنا أجد أن الله لا يقبل الوجوه. بل في كل أمة يتقيه ويصنع البر مقبولًا عنده.. هذا هو رب الكل) (أع 10: 34-36). ويشبه هذا أيضًا ما قاله بطرس في يوم الخمسين (ويكون كل من يدعو باسم الرب يخلص).
إذن فالله يريد ان جميع الناس يخلصون. فان لم يخلصوا جميعًا، فلا يمكن أن يرجع السبب إلى الله، وإنما إلى الناس، لأنهم هم لم يريدوا لأنفسهم الخلاص وليس أن الله لم يرد لهم الخلاص.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 03:24 PM   رقم المشاركة : ( 82 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,226,319

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

الإرادة بيد الإنسان بشهادة الكتاب المقدس

كثير من وصايا الله المقدسة تبدأ بعبارة (إن أراد أحد) أو (إن أردت) أو (إن سمع أحد لصوتي).. وأشباه هذه من العبارات، مما يدل على أن الإرادة في يد الإنسان، يختار لنفسه ما يشاء ويحدد مصيره حسب عمله. وسنضرب أمثلة لكل هذا:

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
قال ربنا يسوع المسيح (إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه، ويحمل صليبه ويتبعني. فان مَنْ أراد أن يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من أجلى يجدها) (مت 16: 24، 25).
وقال للشاب الغنى (أن أردت أن تدخل فأحفظ الوصايا أن أردت أن تكون كاملًا، فاذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء) (مت 19: 17، 21).
وقال في رسالته إلى ملاك كنيسة لاودكيا (هاأنذا واقف على الباب وأقرع. أن سمع أحد صوتي وفتح الباب. أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي) (رؤ 3: 20). من جهة الله فانه واقف يقرع على الباب، ومن جهة الإنسان فهو الإنسان فهو الذي يملك الاختيار: يفتح أو لا يفتح ونتيجة لهذا يتحدد مصيره.
وكثيرًا ما يريد الله، ولا يريد الإنسان، يريد الله الخير للإنسان، ولا يريد الإنسان الخير لنفسه، ويتركه الله لحرية إرادته، يلقى مصيره حسبما يشاء.
مثال ذلك قول الرب في بكائه على أورشليم (كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، ولم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خرابًا). مت 23: 37، 38). ومثال ذلك أيضًا توبيخ الرب لليهود إذ قال لهم (ولا تريدون أن تأتوا إلى لتكون لكم حياة ) (يو 5: 40).
ويدخل في هذا النطاق أيضًا مثال العرس والمدعوين، إذ يقول الرب عن صاحب العرس (وأرسل عبيده ليدعوا المدعوين إلى العرس، فلم يريدوا أن يأتوا) (مت 22: 3) إنهم مدعوين إلى العرس وليسوا معدين للهلاك. الله يفتح لهم ملكوته، ولكنهم يرفضون أن يدخلوا. وفى مثال العرس هذا نجد أن الدعوة تكررت أكثر من مرة ومن مرتين. وفي كل مرة يرسل الرب إلى هؤلاء المدعويين عبيدًا آخرين، ولكنهم لم يريدوا أن يأتوا. لذلك ختمت هذه المأساة بقول الرب لعبيده (أما العريس فمستعد، وأما المدعوون فلم يكونوا مستحقين) (مت 22: 8).
من أعمق الأمثلة على مدى اهتمام الله بإرادة الإنسان في تقرير مصيره. أنا السيد المسيح له المجد يقول للمريض قبل شفائه (أتريد أن تبرأ؟) (يو 5: 6) أن الطبيب العظيم مستعد أن يشفى، ولكن مشكلة الذين يهلكون هي أنهم لا يريدون أن يبرأوا.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 03:26 PM   رقم المشاركة : ( 83 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,226,319

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

الله مستعد أن يرجع عن حكمه



كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
هل يوجد أوضح من هذا دليلًا على عمق رغبة الله في الاهتمام بخلاصنا؟‍! لا مانع لدى الله في أن يرجع عن حكمه أن رجع الإنسان عن شره وطلب لنفسه الخلاص.
(وإذا قلت للشرير موتا تموت. فان رجع عن خطيئته وعمل بالعدل والحق.. وسلك في فرائض الحياة بلا عمل إثم، فانه حياة يحيا. لا يموت. كل خطيئته التي أخطأ بها لا تذكر عليه. عمل بالعدل والحق، فحياة يحيا) (حز 33: 14 – 16).
وهذا المعنى ذاته ذكره الله أيضًا في سفر أرميا النبي، إذ قال (تارة أتكلم على أمة وعلى مملكة بالقلع والهدم والإهلاك، فترجع تلك الأمة التي تكلمت عليها عن شرها، فأندم عن الشر الذي قصدت أن أصنعه بها. وتارة أخرى أتكلم على أمة وعلى مملكة بالبناء والغرس. فتفعل الشر في عيني فلا تسمع لصوتي، فأندم على الخير الذي قلت إني أحسن إليها به) (أر 18: 7 – 10).
ولنا مثل عملي واضح في قصة نينوى: لقد أصدر الله عليها حكمًا. ولكن أهل نينوى تابوا بمناداة يونان. وهكذا يقول الكتاب (فلما رأى الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة، ندم الله على الشر الذي تكلم أن يصنعه بهم فلم يصنعه) (يونان 3: 10). إذن الأمر يتوقف على الإنسان. ولذلك فان معلمنا يعقوب الرسول يقول (اقتربوا إلى الله فيقترب إليكم) (يع 4: 8). والله نفسه يقول في سفر ملاخي النبي (ارجعوا إلى أرجع إليكم) (ملا 3: 7).
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 03:27 PM   رقم المشاركة : ( 84 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,226,319

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله، وليس للذين يحبهم الله


الرد على بعض الاعتراضات:

نبدأ أولا بقول بولس الرسول في الرسالة إلى رومية (ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده. لأن الذين سبق فعرفهم، سبق فعينهم، ليكونوا مشابهين صورة ابنه..) (رو 8: 28 – 30) ونلاحظ في هذا النص ملاحظات هامة وأساسية:
نلاحظ أنه قال (كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله) ولم يقل (للذين يحبهم) فالأمر متوقف عليهم لا عليه.
وهذا ينطبق أيضًا على قول بولس الرسول (بل كما هو مكتوب ما لم تره عين ولم تسمع به إذن ولم يخطر على بال إنسان، ما أعده الله للذين يحبونه) (1 كو 2: 9) ولم يقل أيضًا (للذين يحبهم) لأن الأمر يتعلق في خلاصهم على إرادتهم هم.

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
ملاحظة ثانية، وهى أن تعيين الله ليس مرجعه إلى اختيار الله وإنما إلى سبق معرفته. كما قال (الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم).
فالله بسبق معرفته، وبإدراكه لما سوف يحدث في مستقبل الزمان، عرف من هم الذين سوف يسلكون حسب مرضاته بالبر والاستقامة بكامل اختيارهم. هؤلاء الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم.
هذا الكلام ينطبق أيضًا على قصة يعقوب وعيسو.
(كما هو مكتوب أحببت يعقوب وأبغضت عيسو) (رو 9:13). فالله بسبق معرفته كان يعرف أن عيسو سيكون إنسانًا مستبيحًا، قاتلًا، يستهين بالبكورية ويبيعها بأكلة عدس. وكان يعرف أيضًا وداعة يعقوب وحبه للخير.
فأحب الله في يعقوب ما رآه فيه بسبق المعرفة، وأبغض في عيسو ما رأى أنه سيحدث منه بسبق المعرفة أيضًا. ولكننا لا نستطيع مطلقًا أن نقول أن الله عين عيسو للهلاك، وعين يعقوب للخلاص، بمعنى أنه كتب على عيسو الهلاك مهما كان اختياره!! واختار يعقوب للخلاص مهما كانت أعماله!! حاشا لله أن يفعل هذا.
يأتي بعد ذلك قول الكتاب (ألعل الجبلة تقول لجابلها لماذا صنعتني هكذا. أم ليس للخزاف سلطان على الطين أن يصنع من كتلة واحدة إناءًا للكرامة وآخر للهوان) (رو 9: 20، 21). نعم أن للفخاري سلطانًا على الطين أن يصنع منه ما يشاء إناءًا للكرامة أو للهوان. وليس للطينة أن تقول له (لماذا صنعتني هكذا) ولكن الفخاري أيضًا حكيم وعادل.
ومن التفسيرات الجميلة التي سمعتها عن هذا الموضوع أن الفخاري -مع كامل حريته وسلطانه- ينظر بحكمة إلى قطعة الطين ويفحصها. فان رآها جيدة وناعمة ولينة وتصلح أن تكون إناءًا للكرامة، فانه لابد سيجعلها إناءًا للكرامة.
من غير المعقول أن تقع طينة رائعة في يد فخاري، فيصنع منها إناءًا للهوان. لأنه فخاري حكيم. أما إذا كانت الطينة خشنة ورديئة، ولا تصلح أناءًا للكرامة، فان الفخاري مضطر -بما يناسب حالتها- أن يصنع منها إناءًا للهوان.
فالأمر إذن وقبل كل شيء يتوقف على حالة الطينة ومدى صلاحيتها مع اعترافنا بسلطان الفخاري وحريته.
إن الفخاري، على قدر إمكانه، يحاول أن يصنع من الطين الذي أمامه آنية للكرامة، على قدر ما يساعده الطين على ذلك.
ولذلك قال الرب (هوذا كالطين بيد الفخاري، أنتم هكذا بيدي يا بيت إسرائيل تارة أتكلم على أمة وعلى مملكة بالقلع والهدم والإهلاك. فترجع تلك الأمة التي تكلمت عليها عن شرها، فأندم عن الشر الذي قصدت أن أصنعه بها. وتارة أتكلم على أمة وعلى مملكة بالبناء والغرس فتفعل الشر في عيني فلا تسمع لصوتي، فأندم على الخير الذي قلت إني أحسن إليها به) (أر 18: 6 – 10).
يذكرنا هذا بمثل الزارع الذي خرج ليزرع (مت 13: 3 – 8) الزارع هو نفس الزراع، والبذار هي نفس البذار. ولكن حسب طبيعة الأرض التي سقطت عليها البذار، هكذا كانت نتيجتها في التلف أو الأثمار.
إن الزارع لم يعد بِذارًا للجفاف أو الاحتراق أو لتختنق بالشوك أو ليأكلها الطير. ولكن طبيعة الأرض هي التي تحكمت في الأمر.
الإنسان حر إذن في اختيار مصيره. (لأن من يزرع لجسده، فمن الجسد يحصد فسادًا. ومن يزرع للروح، فمن الروح يحصد حياة أبدية) (غلا 6: 8).
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 03:28 PM   رقم المشاركة : ( 85 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,226,319

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

وضع الله الاختيار في أدي الناس


كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
إن الله كصالح ومحب لا يشاء أن يهلك خاطئ واحد، بل يريد لكل خاطئ أن يرجع ويحيا. ومع ذلك فقد وضع الاختيار في أيدي الناس، ترك الحرية لكل إنسان لكي يختار لنفسه. وفي ذلك يقول السيد الرب للإنسان:
(انظر. قد جعلت اليوم أمامك الحياة والخير، والموت والشر..
أشهد عليكم السماء والأرض.
قد جعلت قدامك الحياة والموت، البركة واللعنة، فاختر الحياة لكي تحيا أنت ونسلك) (تث 15: 19).
ولو لم يكن الاختيار في يد الإنسان، فلماذا إذن أرسل الله الرسل والأنبياء؟
ولماذا إذن وضع لنا الوصايا وقدم الإنذارات؟
لماذا عين الكهنة والمعلمين؟
ما فائدة هذا كله لو كان هنا أناس معينين للخلاص، وآخرون معينين للهلاك؟‍!
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 03:29 PM   رقم المشاركة : ( 86 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,226,319

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

بحث موضوع الاختيار السابق للمُخَلَّصين من الناحية اللاهوتية


كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
إن مبدأ الاختيار هذا فيه ظلم وفيه محاباة ولا يتفق مع عدل الله الذي (يجازى الإنسان حسب عمله) (2كو 5: 10). فإذا كان الله يرحم من يرحم، ويترأف على من يترأف، ويترك الباقين للهلاك، فكيف يتفق هذا مع عدل الله؟‍‍!
والذين عينهم الله للهلاك، ما ذنبهم؟! ألا يؤدى هذا إلى أن يقع الخطاة في اليأس، شاعرين بأنه لا فائدة من جهادهم، ما داموا أواني قد أعدت للهوان. أما الأبرار فأن هذا ولا شك يدفعهم إلى التراخي والتهاون، شاعرين أنهم مخلصون مخلصون، جاهدوا أو لم يجاهدوا..!!
ثم ما معنى الثواب إذا كان هناك أشخاص مكتوب عليهم الهلاك قبل أن يولدوا، وآخرون مكتوب لهم الخلاص قبل أن يولدوا؟! فالمختارون إذن ما فضلهم حتى يثابوا؟ والأشرار ما ذنبهم حتى يعاقبوا؟
وما لزوم الوصية إذن، إن كان مصير الإنسان محتمًا أطاع الوصية أو لم يطعها! ثم ألا يتعارض مبدأ الاختيار هذا مع إرادة الإنسان الحرة؟
وما جدوى الشيطان أيضًا في اختبار إرادة الإنسان؟
ما جدوى تعبه في إغراء المختارين وهم خالصون لا محالة مهما كانت إغراءاته؟ وما جدوى تعبه في إسقاط غير المختارين،، وهم هالكون حتى إن لم يحاربهم.
وما لزوم الكرازة والتبشير والرعاية والتعليم، إن كان ذلك سوف لا يغير شيئًا مما كتب على الإنسان من اختبار أو رذل؟
إن فكرة الاختيار هذه توقع في بلبة، وتتنافى مع عدل الله، كما تتعارض أيضًا مع إرادة الإنسان الحرة
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 03:30 PM   رقم المشاركة : ( 87 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,226,319

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

ماذا كان جهاد اللص اليمين حتى خلص؟


إن الذين يدعون أن الخلاص هو بالإيمان وحده، يتساءلون: أية أعمال صالحة قد عملها اللص اليمين، وأي جهاد جاهده حتى خلص؟
ونحن نجيب بأن اللص عمل أشياء كثيرة، أهمها:
أ – آمن اللص بالرب في ظروف قاسية جدًا:

مجرد إيمان اللص لم يكن أمرًا سهلا. لو أنه آمن بالرب، وهو يقيم الموتى، ويشفى المرضى، ويمشى على الماء، وينتهر الريح، ويعمل المعجزات الخارقة، لقلنا أن تلك أمور واضحة لا تقبل الشك. ولكنه آمن بالمسيح وهو مصلوب! آمن به وهو مهان ومحتقر من الناس، وأمام الكل في حالة ضعف! يلطمونه، ويبصقون على وجهه، ويستهزئون به ويقولون له (تنبأ من لطمك)!

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
كانت المقاومات كثيرة من كل ناحية أمام هذا الإيمان. ولو أن هذا اللص لم يؤمن لالتُمِس له الناس الأعذار. فكيف يمكن أن يؤمن برجل مصلوب مهان أنه اله؟! لابد أن اللص كان محتاجًا إلى جهاد كبير مع نفسه من الداخل إلى هذا الإيمان، مقاتلًا الشكوك الكثيرة التي تقف أمامه وتكاد تلغى إيمانه..
كل من يقول إن اللص لم يجاهد، يبدو أنه لم يتخيل ويتصور الموقف الذي أحاط باللص..
ذلك الموقف الذي أعثر فيه غالبية الناس، حتى التلاميذ الذين قال لهم الرب (كلكم تشكون في هذه الليلة لأنه مكتوب أضرب الراعي فتتبدد الخراف) (مر 14: 27). وفعلًا تبددت الرعية كلها! ولم يستطع أن يقف إلى جوار الصليب إلا المريمات ويوحنا الحبيب فقط.. وهذا اللص!

انشق حجاب الهيكل، واظلمت الشمس، وتشققت الصخور فهل كان هذا كافيًا للإيمان؟ إننا نعرف جيدًا أنه على الرغم من كل ذلك، لم يؤمن رؤساء الكهنة والكهنة والشيوخ والكتبة والفريسيون. كما لم يؤمن اللص الآخر أيضًا.. إن إيمان اللص اليمين لم يكن أمرًا هينًا.
ب - اعترف بالرب اعترافًا كاملًا:

إن عبارة (اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك) (لو 23: 42). تحمل معاني كثيرة: فهو قد اعترف بالمسيح ملكوتًا، وأنه آت إلى ملكوته، أي أن ليس للموت سلطان عليه. وآمن أيضًا بأن المسيح يمكنه أن يدخله الملكوت، أي آمن بأن خلاصه سيكون على يد هذا المصلوب معه.
وكان لهذا اللص رجاء كبير. فعلى الرغم من كل ما فعله في حياته من شرور بشعة، آمن أنه يمكن لمثله أن يخلص وأن يدخل الملكوت، عن طريق المسيح.
ولم يكتف هذا اللص بإيمانه، وإنما اعترف بهذا الإيمان علانية، أمام الجميع، بلا خجل..
الأمر الذي لم يقدر عليه بطرس الرسول وغالبية الرسل والتلاميذ.
إن اللص لم يعترف قط بإيمانه بالمسيح، وإنما:
ج - اعترف أيضًا بخطاياه:

لم يكتف اللص بالاعتراف بالإيمان، وإنما ملكته الغيرة المقدسة حينما سمع زميله يجدف على المسيح قائلًا (إن كنت أنت المسيح فخلص نفسك وإيانا (فأجابه اللص اليمين منتهرًا (أو لا تخاف أنت الله، إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه. أما نحن فبعدل (جوزينا) لأننا ننال استحقاق ما فعلنا. وأما هذا فلم يفعل شيئًا ليس في محله) (لو 23: 39 – 41).
وهكذا اعترف اللص بخطاياه، واعترف باستحقاقه للعقاب.
اعترف أنه إذ يموت مصلوبًا، إنما ينال استحقاق ما فعل. فكأنه لم يستعظم الحكم، وإنما قال (نحن بعدل جوزينا).
وكان هذا اللص روحيًا في مسلكه: فبينما كان اللص الآخر يفكر في وسيلة للنجاة من الموت والصلب، قائلًا للمسيح (خلص نفسك وإيانا)، كان هذا اللص المؤمن يفكر في الملكوت
ويتوسل إلى السيد من أجل خلاصه الأبدي، لا من أجل أن ينقذه من موت الجسد. من جهة موت الجسد فقد رضى اللص اليمين به عقابًا على خطاياه. ولكنه وجد هذه اللحظات لازمة له للتفكير في أبديته. وانشغل ذهنه بالرب وملكوته، لذلك نراه أيضًا يدافع عن الرب.
د – دافع عن الرب:

وقف المسيح وحيدًا يدافع عنه أحد ممن تنعموا بنعمة ومعجزاته. لم يدافع عنه أحد من رسله ولا من السائرين وراءه. وباستثناء أسماء قليلة، ارتفع صوت هذا اللص، يُخْجِل الآلاف من ناكري الجميل قائلًا (وأما هذا فلم يفعل شيئًا ليس في محله).
دفاع عجيب من شخص يستقبل الموت، دل به على أن البشرية ما تزال فيها بقية من خير. لذلك استحق أن يقول له الرب (اليوم تكون معي في الفردوس).
أيسأل إذن ويقولون: ماذا كان جهاد اللص وما الذي فعله؟ إنني أسألهم جميعًا سؤالًا آخر يسرني أن أسمع الإجابة عليه، وهو: ماذا كان بإمكان هذا اللص أن يفعل أكثر من هذا ولم يفعله؟!
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 03:35 PM   رقم المشاركة : ( 88 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,226,319

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

كيف خلصوا بدون عماد؟


كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
هناك بعض قديسين نالوا إكليل الشهادة قبل أن ينالوا نعمة العماد.. كأن يكونوا قد استشهدوا وهم في صفوف الموعوظين، بعد إيمانهم.. أو إنهم شهدوا عذابات بعض الشهداء وشجاعتهم في لقاء الموت وما حدث لهؤلاء الشهداء من معجزات، فآمنوا وأعلنوا إيمانهم، وقتلهم الولاة قبل أن ينالوا نعمة العماد. وهنا يواجهنا سؤالًا لاهوتي:
يسأل البعض: كيف خلص هؤلاء الشهداء بدون عماد، وكيف خلص اللص اليمين بدون عماد أيضًا ما دامت المعمودية لازمة للخلاص؟
الجواب: لقد شرحنا سابقًا أن المعمودية في جوهرها هي موت مع المسيح. ولذلك قال بولس الرسول (اعتمدنا لموته. فدفنا معه بالمعمودية للموت.. فإن كنا قد متنا مع المسيح، نؤمن أننا سنحيا أيضًا معه) (رو 6: 3-8).
فما دامت المعمودية موتًا مع المسيح، ولذلك قال بولس الرسول (اعتمدنا لموته. فدفنا معه بالمعمودية للموت.. فان كنا قد متنا مع المسيح، نؤمن أننا سنحيا أيضًا معه) (رو 6: 3-8).
فما دامت المعمودية موتًا مع المسيح، فأننا نقول في صراحة ووضوح إن هذا اللص قد مات مع المسيح فعلًا..
كذلك الشهداء قد ماتوا مع المسيح. اشتركوا معه في الموت. وفي سفك دمائهم. لذلك تسمى الكنيسة مثل هذا الموت معمودية الدم. ولو أعطيت لهؤلاء فرصة من العمر، لتمموا معمودية الماء أيضًا.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 09:14 PM   رقم المشاركة : ( 89 )
يسوع حياتى Female
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

الصورة الرمزية يسوع حياتى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1274
تـاريخ التسجيـل : Jun 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 4,597

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

يسوع حياتى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

شكرا مرمر ع مجهودك الرائع
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 02 - 2014, 12:10 PM   رقم المشاركة : ( 90 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,226,319

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

شكرا على المرور
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الخلاص في المفهوم المسيحي الأرثوذكسي † عظه للبابا شنوده الثالث † 1987
كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
الغضب كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 07:08 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024