منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 05 - 2012, 03:49 PM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

انطباع الصورة الالهية في نفوسنا ـ القديس كيرلس السكندري



الصفة الالهية تُطبَع فينا، وبذلك تُشكَل طريقة حياتنا بممارستنا للصلاح ! فالصلاح فائق بحسب ما يليق بجوهر الله، ورغم ذلك فنحن نستطيع أن نصير صالحين بالاقتداء به، وذلك بفضل طريقة حياتنا، بشرط أن نختار باشتياق وامتداد للأمام كل ما يستحق الاقتداء به، ولأننا نتمتع بذهن صاف ورؤية صائبة فلا يمكن أن ندّعِي أننا لكي تنطبع الحياة الالهية في نفوسنا لابد أن نكون مشابهين لله في الجوهر ! فهذه المشابهة تقودنا الي أن نصير مساويين له في كل صفاته، حاشا ! لأن ذلك سيقودنا الي ان نعطي ذواتنا نفس المقام الالهي بدون أي اختلاف بيننا وبينه علي اعتبار أننا خُلِقنا علي صورته كشبهه !
وهكذا يجب التنويه بأنه رغم أننا خُلِقنا علي صورته ومثاله الا أن الفارق بين الله والانسان فارق شاسع، فالله بسيط في طبيعته وغير مركب بينما نحن نملك طبيعة مركبة، اذ ان طبيعتنا البشرية مكونة من أجزاء متعددة، ونحن من التراب فيما يخص الجسد وهذا يعني أننا معرّضون للفساد والزوال مثل الأعشاب، بينما الله فوق كل ذلك، والنفس الانسانية عرضة لتقلبات كثيرة من الصالح الي الطالح ومن الطالح الي الصالح، ولكن الله هو هو دائماً، صالح الي الأبد ولا يتحول ولا يتغير من حال الي حال، وعدم تغيّر الله ليس صفة عرضية بل يرجع الي جوهره، وهكذا أصبح من الواضح أن البشر الذين أتوا الي الوجود من العدم لا يتشابهون مع الله حسب الطبيعة، بل يمكن أن يتشابهوا معه في نوعية الحياة الجديدة والسلوك المستقيم …
لأنه رغم سقوطنا الا انه لا نحن ولا الملائكة الذين سقطوا، لم ننحرف كليّةً عن طبيعتنا، ولم ننحدر الي العدم الكلي، رغم عدم اقتنائنا للفضيلة، ولقد فقدنا القدرة علي المعرفة الصحيحة وفن الحياة وذلك بسبب ميلنا للشر، ولكن المسيح جاء ودعانا الي أن نتشكل من جديد حسب الصورة الأولي بكل بهائها، ولا نقول أبداً ان الوصول الي هذا المجد يعني أن الطبيعة البشرية تصير طبيعة أخري ! ولكن الأمر يتعلق باختيار الارادة في أن يتغير الانسان من حياة شريرة الي حياة مقدسة في القول والفعل …
فان صفات الله تضئ في صورتنا، لأننا اخترنا بملء حريتنا أن نسير في الصلاح، ولكننا … لسنا واحداً مع الله في الجوهر لأنه لو صح ذلك كما يدّعُون فما الذي يمنعنا أيضاّ ان نكون من نفس طبيعة خالقنا ؟!
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
النفخة وختم الصورة _ كيرلس السكندري
القديس كيرلس السكندرى
الرسالة العقائدية – القديس كيرلس السكندري
الافخارستيا ـ القديس كيرلس السكندري
الميلاد اللازمني ـ القديس كيرلس السكندري


الساعة الآن 01:13 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024