منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 03 - 2023, 10:52 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,899

عيد القدّيس يُوسف البار، شفيع الكنيسة الجامِعة

عيد القدّيس يُوسف البار، شفيع الكنيسة الجامِعة




أَيُّها الإخوةُ والأخواتُ الأحبّاء في الْمَسيحِ يَسوع. تحتفِلُ الكَنيسةُ في التَّاسعِ عَشَر مِن شَهرِ آَذَار، بِعيدِ القِدّيسِ يُوسف، شَفيعِ الكَنيسةِ الجامِعَة. ولأنَّ آَحادَ زَمنِ الصّومِ لَها الأهميّةُ لِيتُورجيًّا، وَنَظرًا إلى أنَّ عيدَ القدّيسِ يُوسف قَد جَاءَ يَومَ أَحدٍ هَذَا العَام، فَلِذلِك تمَّ نَقلُ الاحتفالِ بِه إلى العشرينِ مِن هَذَا الشَّهر.



لَم يأتِ الإنجيليّونَ عَلى ذِكرِ القِدّيسِ يُوسف إلّا مَرَّاتٍ قَليلَة. وَلَعلَّ أَبْرزَ ذِكرٍ لَهُ، هوَ مَا جاءَ به الإنجيليُّ متّى. فَقد ذَكرَهُ في الفَصلِ الأوّلِ مِن بِشَارتِه: أَوّلًا في سِلسلَةِ نَسِبِ يَسوع، فهو زوجُ مَريم الّتي مِنها وُلِدَ يسوع. ثمَّ في تَوضيحِ طَبيعَةِ عَلاقَتِه بمريم أمِّ يَسوع، فَهوَ خَطيبُها. وَلَكنَّهُما لم يَتَسَاكَنا، وَالّذي كُوِّنِ في حَشَاهَا الطَّاهِر، الْمَسيحِ يَسوع، هوَ مِن الرّوحِ القُدس. وفي نَفسِ الوَقت، يُطلِقُ عَلَيهِ مَتّى صِفَةَ البار، الّذي يَخشَى عَلَى مَريمَ، بالرّغمِ مِن ثِقَلِ وَمَرارَةِ مَا جَرى. فَأَرادَ أن يُنهيَ عَلاقتَهُ بها، دونَ أَنْ يمسَّها أَيُّ مَكروه، أَو أنْ يُلحقَ بها العَارَ أَمامَ الْمُجتَمَع.



وَلَكنَّ الإرادَةَ الإلهيّةَ كَانَت غَيرَ ذَلك، إذْ خَاطَبَهُ مَلاكُ الرّبِّ في الحُلُمِ، مُهدِّئًا رَوعَهُ وَمُطَمئِنًا قلبَه، وَمُبَدِّدًا شُكوكَهُ نَحوَ خَطيبَتِهِ الطَّاهِرةِ العَفيفَة، وَمُكَمِّلًا عَلاقَتَهُ مَعَها، بِشَكلٍ شَرعيّ، وَأَبًا شَرعيًّا للمسيحِ، وَإنْ لم يَكُنْ مِن أبًا مِن نَاحيةِ الطّبيعَة. وَبِذلِك يُمسي يوسفُ جُزءًا لا غِنى عَنهُ في مَسيرةِ الخَلاص، وَلاعِبًا هامًّا في تحقيقِ تَدبيرِ اللهِ وَإنْفاذِ مَشيئَتِه. وَهوَ يَأتي مُباشَرَةً بَعدَ سَيّدتِنَا مريمَ البتول، في الإجلالِ والإكرام.





وبالرّغمِ مِن شُحِّ الكِتاباتِ عَن القدّيسِ يوسف، إلّا أنّهُ قَد سُمّيَ شَفيعَ الكَنيسةِ الجامِعَة. فَمِنْ أَينَ جاءَ هذا الَّلقَب؟ أَيّام حَبريّةِ البَابا بِيوس التّاسِع، كَانَت الكَنيسَةُ وَاقِعةً تحتَ تهديداتٍ، وَعُرضَةً لِهَجَماتٍ كَثيرة، مِن أَطرَافٍ وَتَيّارات، تُهدِّدُ الإيمان وَتسعَى إلى هَدمِه. فَما كَانَ مِن البابا بيوس، إلّا وَأَنْ أَوكلَ أمرَ الكَنيسةِ إلى شَفاعةِ القِدّيسِ يوسف، الْمُحامِي الأمين عَن العائِلَةِ الْمقدّسة، لِيُحامي بِدورِه عن الكنيسةِ الْمُسَافرَةِ عَلى هَذهِ الأرض. وَأَعلنَهُ شَفيعًا لِلكَنيسةِ الجامِعَة، يَذودُ عَنهَا وَيحميهَا، نَظرًا لِدَورِه الرّعائِيِّ وَالأبويِّ نحوَ الكَنيسةِ وَأَعضائِها، تمامًا كَمَا كَانَ أَبًا وَرَاعيًا أَمنيًا لِمَريمَ ويَسوع. وَقَد جاءَ هذا الإعلانُ يَومَ عيدِ الحَبَلِ الطّاهر بِأُمِّنا مَريم العَذرَاء، في الثّامِنِ مِن شَهرِ كَانون الأوّل لِعَام 1870.



أَمّا سَببُ اختيارِ هَذَا الَّلقَب، فَقَد رَأى البابا بيوس في القدّيس يوسف، شَبيهًا بِيوسفَ ابنِ يَعقوب، الّذي أَقامَهُ الفِرعَونُ قَيِّمًا وَأَمنيًا عَلَى جَميعِ مُقَدَّراتِ مِصرَ وثَرَواتِ أَرضِها (راجع تكوين 37:41-44). وَاستَطاعَ أن يُنقِذَ مِصرَ، وَيُخلِّصَها مِن الْمَجَاعَةِ بحكمَتِه وَحَنْكَتِه. وَعَلى مِثالِ يوسفَ الأوّل، أَقامَ اللهُ "يوسفًا" آخرَ، يكونُ وَصَيًّا وَحَارِسًا أَمينًا، عَلَى ثَروَةٍ لا تَفوقُها كُلُّ الثَّرَوَاتِ عَظَمَةً وَقيمَةً: أَي عَلَى كَلمَةِ الله يَسوعَ الْمَسيح، وَعَلَى وَالِدَتِه مريم. أَضِفْ إلى ذلِك، أَنَّ يوسفَ الحَكيم، اسْتَطاعَ أنْ يُوفِّرَ القَمحَ لأهلِ مِصرَ وغيرِهِم، إبّانَ الْمجاعَة الشَّديدَة، كذلِك يوسفُ البَار يُعطينَا يَسوعَ خبزَ الحَيَاة، عِندَما يُحافِظُ عَليهِ ويحميِه.



وَلم يَكُن اِختِيَارُ الثَّامنِ مِن كَانونَ الأوّل، تَاريخيًا لإعلانِ هَذَا الّلقب، مَحضَ صُدْفَة! فَإذا كَانَ هذا التّاريخُ يومًا لإعلانِ عَقيدَةِ الحَبلِ الطّاهرِ بِأُمِّنا مَريمَ العذراء، فَمَنْ أَجدَرُ وأنسَبُ مِن يوسفَ خَطيبِها البار، رجُلًا حَافَظَ عَلَى بَتوليّةِ مريمَ وَحَمَى نَزاهتِها وعفَّتِها؟! فَلَمْ يَسمَح، حَتَّى في لَحظاتِ عَدمِ فَهمِهِ، لأيّةِ شائِبَةٍ أَن تَشُوبَها أَو تُلطِّخَ نَقَاوَتَها. وَلِذلِك اِخْتَارَهُ البابا مَوعِدًا للإعلان، إجلاءً مُبِينًا للرّابطِ الّذي يربُطُ يوسف العَفيف، بِطَهارَةِ مَريمَ الدَّائِمَة.



وَأَخيرًا أَيُّها الأحبّة، في ذَلِكَ الوقتِ الّذي كانَت فيه الكنيسةُ تحتَ وَطأةِ اضطهاداتٍ فِكريّةٍ عَظيمَة، لم يَجِدْ البابا بيوس التّاسِع خَيرًا مِنَ القِدّيسِ يُوسف، شَفيعًا يوكِلُ إليهِ مَهمَّةَ حراسَةِ الَكنيسةِ الجامِعة. واليوم، تُواجِهُ الكَنيسَةُ، في عَدَدٍ مِن البُلدّان، جُملَةً مِن التَّحدّياتِ الفِكريّة الحديثة، الّتي تهدُف إلى ضَربِ أَركانِ الإيمانِ والعَقيدَةِ والتّعليم، والجُنوحِ بالْمَركبَةِ إلى صُخورِ البِدَع! وَعَليه نحنُ بأمسِّ الحاجَةِ لِشفاعةِ القدّيسِ يُوسف، أَنْ يحمِيَ الكَنيسةَ وَيحمينَا، ويُلهِمَ أَصحابَ القَرارِ إلى مَا فيهِ خيرُ الكَنيسة، والحِفاظُ على صِحَّةِ التَّعليم، والابتعادُ عن الخَطَأِ والزَّلَل.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القدّيس يُوسف البار شفيع الكنيسة الجامِعة
صورة القدّيس البار داود ( شفيع وايلز )
القدّيس البار ستليانوس شفيع الأطفال
القدّيس ينواريوس الأسقف ورفقته الشهداء. القدّيس أنسطاسيوس السينائي البار.
القدّيس ثيوذورس البار الشعري. القدّيس أنسطاسيوس بطريرك أنطاكية.


الساعة الآن 05:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024